رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

هل اقترب علاج نهائي للسكري؟ أحدث ما توصلت إليه الأبحاث

شارك

تعلن المؤسسات البحثية عن استمرار الجهود للوصول إلى علاج نهائي لمرض السكر، وهو مرض مزمن يؤثر في ملايين الأشخاص حول العالم. وبمناسبة اليوم العالمي للسكر، تنشر هذه المقالات مجموعة من العلاجات التي توصلت إليها الأبحاث الحديثة. وتتركز بعض العلاجات على أجهزة قابلة للزرع وأخرى على دواء من الخلايا الجذعية وأخرى على أنسولين ذكي وآليات جديدة لعلاج النوعين الأول والثاني. وتظهر النتائج حتى الآن إمكانات واعدة قد تعطي حلول طويلة الأمد وتقلل عادة المضاعفات المرتبطة بالمرض.

جهاز زرع النوع الأول

طوّر فريق بجامعة كورنيل نظام زرع قادر على تزويد الخلايا المفرزة للأنسولين بكمية أكسجين إضافية، دون الحاجة إلى تثبيط المناعة. وتعتمد هذه التقنية على حاويات قابلة للزرع كانت طُورت سابقاً في مختبر مينجلين ما. وبالتالي، يمكن أن توفر حلاً طويل الأمد لمرض السكر من النوع الأول وتدعم وظيفة الخلايا البنكرياسية. يشرح الباحثون أن السبب الأساسي للمرض يعود إلى خلل في الجهاز المناعي يهاجم الخلايا المفرزة للأنسولين، ما يجعل التحكم في نسبة السكر صعباً.

تشير المصادر العلمية إلى أن الأجهزة المغلّفة تُتيح زرعها داخل الجسم وتوفير أكسجين إضافي للخلايا المفرزة للأنسولين. وتتيح التقنية تغليفاً قابلاً للالزرع يساعد الخلايا البنكرياسية على العمل بشكل أقوى دون تثبيط المناعة. وتؤكد النتائج الأولية أن هذا الأسلوب قد يقدم حلاً طويلاً الأمد لمجموعة من الحالات المزمنة المرتبطة بخلل تنظيم السكر. يظل الهدف هو تحسين إنتاج الأنسولين بشكل مستقر وتخفيف الحاجة إلى علاجات مستمرة.

دواء قائم على الخلايا الجذعية

أظهر بحث دولي مشترك أن دواءً قائماً على الخلايا الجذعية قد يحل بديلاً عن الأنسولين لمرضى السكر من النوع الأول. تعتمد هذه المقاربة على حقنة من خلايا مزروعة في المختبر تتولى تنظيم سكر الدم وتستقر في الكبد لتبدأ إنتاج الأنسولين. أظهرت النتائج أن 10 من أصل 12 مريضاً على الأقل تمكنوا من التوقف عن استخدام الأنسولين خلال الفترة المعنية. كما تبين أن الحاجة إلى الجرعات انخفضت مع مرور عدة أشهر وتوقف معظم المرضى عن الأنسولين خلال ستة أشهر، مع تقليل أو توقف حالات نقص السكر في الدم خلال 90 يوماً.

وتشير المتابعة إلى تحسن التحكم في سكر الدم وتخفيف الاعتماد على جرعات الأنسولين مع مرور الوقت. ويظهر أن النهاية للمعتاد تتمثل بتقليل حالات نقص السكر في الدم خلال فترة المتابعة. ويُعتبر تطوير هذا النهج خطوة واعدة نحو حلاً دائماً بدلاً من الحقن المتعددة. يظل التقييم طويل الأجل ضرورياً لتحديد السلامة على المدى الطويل.

الأنسولين الذكي وآلياته

يعكف فريق من الباحثين على مفهوم الأنسولين الذكي القائم على دمج الأنسولين والجلوكاجون في جزيء واحد يستجيب تلقائياً لحالة السكر في الدم. تُظهر الدراسات أن هذا الدمج يسمح بخفض احتمالات فرط السكر أو نقصه مقارنة مع الأنسولين التقليدي. يشير العمل إلى آلية حيوية في الكبد تردّ على مستويات الجلوكوز بشكل داخلي وتضبط إطلاق الهرمونات الحيوية. وتفيد تقارير أن هذه النتائج أُجريت في إطار تجريبي شمل نماذج حيوانية وبداية بشرية مبكرة.

أعلن الباحثون أن النتائج تدعم فكرة أن الأنسولين الذكي قد يحسّن تنظيم السكر لدى مرضى النوع الأول بشكل أكثر استقراراً. تشير التقارير إلى أن الدراسة ركّزت على تقييم آلية الكبد الذكي وكيفية تفاعلها مع مستويات الجلوكوز. يظهر العمل أن النظام الجديد قد يقلل من الاعتماد على جرعات الأنسولين المتعددة ويفتح باباً أمام تطبيقات أوسع حال اجتياز المراحل السريرية. يخطط الباحثون لمواصلة التجارب قبل الانتقال إلى تطبيقات حقيقية على نطاق أوسع.

دواء جديد لمرض السكر والسمنة

أجرى باحثون من معهد كارولينسكا وجامعة ستوكهولم دراسة لدواء جديد يُؤخذ على شكل أقراص ويستهدف مرضى النوع الثاني من السكر والسمنة. وتشير النتائج إلى قدرة الدواء على خفض مستويات السكر في الدم وزيادة معدل حرق الدهون مع تقليل الآثار الجانبية الشائعة كفقدان الشهية وتراجع كتلة العضلات. ويختلف هذا الدواء عن أدوية GLP-1 المعتمدة حالياً، لأنه يعالج الأيض بآلية مختلفة لا تتطلب حقن يومية. أظهرت التجارب أن الدواء آمناً ويمكن تحمله في المرحلة الأولى، بما شمل 48 شخصاً سليماً و25 شخصاً مصاباً بالمرض.

تشير النتائج إلى إمكان تحسين الصحة الأيضية دون فقدان كتلة العضلات، وهو أمر مهم للصحة العامة وسبل التوقعات المتقدمة. ويؤكد الباحثون أن التأثير الإيجابي يركز على ضبط السكر وزيادة حرق الدهون مع الحفاظ على كتلة العضلات. وتؤكد المعطيات أن هذا الدواء يملك ميزة مقارنة مع GLP-1 في تقليل الاعتماد على الجهاز العصبي في تنظيم الجوع. وتخطط الفرق البحثية لاستكمال المراحل السريرية قبل الاعتماد السريري.

مقالات ذات صلة