رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

كيف تؤثر بكتيريا الأمعاء على صحتك؟

شارك

ما هو ميكروبيوم الأمعاء؟

يتكوّن ميكروبيوم الأمعاء من مجموعة ضخمة من البكتيريا والفطريات والفيروسات والطفيليات التي تعيش داخل الأمعاء، خاصة في القولون. هذا النظام المجهري يشبه حديقة حيوية مصغرة تتفاعل فيها الكائنات مع البيئة الداخلية للجسم. يبدأ وجوده مع الولادة الطبيعية أو الرضاعة ثم يتأثر لاحقًا بالنظام الغذائي ونمط الحياة والتعرضات البيئية. إنه يساهم في تعزيز صحة الجهاز الهضمي وتوازن الاستجابة المناعية.

تبدأ الكائنات الدقيقة بالتكوّن مع الولادة وتخضع لتأثيرات الرضاعة الطبيعية وتتعكف على التغير مع العمر ونظام الغذاء ونمط الحياة. كما يترتّب على تنوّع هذه الكائنات ووجودها تأثير كبير في تكسير الأطعمة المعقدة وإنتاج مركبات تغذي الخلايا وتدعم بطانة الأمعاء. ويعزز وجود هذا النظام التكامل الحيوي في الجسم وهو عامل رئيسي في الدفاع المناعي والتفاعل مع محور الدماغ-الأمعاء. لذلك فإن استقرار الميكروبيوم يسهم في الصحة العامة ووقاية من بعض الاضطرابات المعوية والمناعية.

أهمية ميكروبيوم الأمعاء في الجسم

يلعب ميكروبيوم الأمعاء دورًا حيويًا في تكسير الأطعمة المعقدة وإنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة تغذي الخلايا المعوية وتحافظ على بطانتها. كما يسهم في تصنيع فيتامينات مثل ب12 وب9 وفيتامين ك، إضافة إلى دعم التوازن المناعي. ويعد خط الدفاع الأول للجهاز المناعي، كما يربط محور الدماغ-الأمعاء الذي يؤثر في الصحة النفسية. ويعزز وجوده الاستقرار الوظيفي للجهاز الهضمي وتوازن الاستجابات المناعية في الجسم.

ينعكس استقرار الميكروبيوم في الحفاظ على سلامة بطانة الأمعاء وتحسين عملية امتصاص المغذيات. كما يساهم في تنظيم التفاعل المناعي والالتهابات المزمنة. وبذلك يرتبط صحة الأمعاء بالصحة العامة والصحة النفسية بشكل وثيق.

خلل التوازن البكتيري

خلل التوازن البكتيري أو الديسبيوزيس يحدث عندما يختل توازن الميكروبات داخل الأمعاء. قد ينجم عن فقدان البكتيريا المفيدة أو زيادة الميكروبات الضارة أو نقص التنوع الميكروبي. هذا الخلل يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة واضطرابات الهضم وظهور أعراض مثل الانتفاخ والغازات والإسهال أو الإمساك.

العوامل التي تؤثر على ميكروبيوم الأمعاء

النظام الغذائي

النظام الغذائي الغني بالألياف يدعم نمو البكتيريا النافعة ويعزز التنوع. في المقابل، الأنظمة الغنية بالدهون المشبعة والسكريات المضافة تقيد التنوع وتؤثر سلباً على البيئة المعوية. الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة تضعف الميكروبيوم وتزيد احتمال الخلل.

المواد الكيميائية والأدوية

المضادات الحيوية وحاصرات الحموضة والتدخين تعد عوامل تضعف البكتيريا المفيدة وتغير بيئة الأمعاء. هذه التغيرات تسمح بنمو أنواع ضارة وتتسبب في فقدان التنوع الميكروبي. كما قد تؤثر على قدرة الجسم على تنظيم الاستجابة المناعية ومقاومة الالتهابات.

قلة الحركة

انخفاض النشاط البدني يبطئ حركة الأمعاء ويؤثر في توزيع الميكروبات داخل الأمعاء. إن ممارسة الرياضة بانتظام تساهم في تحسين التوازن الميكروبي وتعزيز التنوع. وهذا بدوره يدعم صحة الهضم والمناعة والحالة المزاجية بشكل عام.

الاضطرابات الصحية المرتبطة بميكروبيوم الأمعاء

تظهر الدراسات ارتباطات بين اختلال التوازن البكتيري وأمراض متعددة، منها عدوى بكتيرية معوية وفرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة وداء الأمعاء الالتهابي وتصلب الشرايين وأمراض القلب. كما يرتبط خلل الميكروبيوم باضطرابات مثل الاكتئاب والقلق والسمنة والسكري والحساسية ومتلازمة القولون العصبي والتوحد وأمراض الكبد الدهني. وتبرز هذه العلاقات كدلائل على الروابط القوية بين الميكروبيوم وصحة الجهاز الهضمي والجهاز العصبي والجسم ككل.

أعراض اضطرابات ميكروبيوم الأمعاء

من العلامات الدالة على وجود خلل في ميكروبيوم الأمعاء الغازات والانتفاخ واضطرابات الهضم والإمساك أو الإسهال وآلام البطن المستمرة. كما قد يشعر المصابون بالتعب الدائم وضعف المناعة وتكرار العدوى. وقد تؤثر الأعراض في جودة الحياة وتؤثر في التفاعل مع النظام الغذائي ونمط الحياة.

كيف تحافظ على توازن ميكروبيوم الأمعاء

لتعزيز صحة الأمعاء وتحقيق توازن ميكروبيوم مستقر، يوصى باتباع نظام غذائي غني بالألياف من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة. يفضل أيضًا الإكثار من الأطعمة المخمرة مثل الزبادي واللبن الرايب والمخللات الطبيعية لرفع التنوع الميكروبي. يجب تقليل استخدام المضادات الحيوية غير الضرورية والحد من السكريات والدهون المشبعة، كما يؤدي ممارسة الرياضة المنتظمة وتحسين جودة النوم إلى تعزيز صحة الميكروب.

مقالات ذات صلة