رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

إرهاق السكري وتأثيره على العلاج وطرق التغلب عليه

شارك

يتعاظم الضغط اليومي على مرضى السكري، مما يجعلهم يعيشون في حالة تعرف باحتراق السكري، وهي إرهاق نفسي وعاطفي ناجم عن إدارة المرض على مدار الساعة. تتولّد هذه الحالة من التوتر المستمر المرتبط بمراقبة السكر، وتعديل النظام الغذائي، والالتزام بالأدوية. لا تشير إلى ضعف الإرادة؛ إنها استجابة بشرية طبيعية تحتاج إلى دعم مستمر. كما تؤثر على القدرة على مواصلة الرعاية الذاتية وتؤدي أحياناً إلى تجاهل العلاج أو تخفيض فاعليته بمرور الوقت.

يصف الأطباء الاحتراق السكري بأنه حالة من التعب العاطفي والنفسي الناتجة عن التعامل المستمر مع مرض مزمن مثل السكري. يلاحظ المصابون شعوراً بالضيق المستمر وعدم الرغبة في الاستمرار، فضلاً عن الانقطاع عن بعض العادات الصحية. وتؤكد الدراسات أن الاعتراف بهذا الضغط خطوة أساسية نحو التعافي، لأن تجاهل المشاعر قد يفاقم الأثر الصحي. كما تعتبر هذه الاستجابة رد فعل بشرياً طبيعياً يحتاج إلى دعم وتوجيه مهني بدلاً من اللوم.

الأعراض المتنوعة

الأعراض النفسية

تشمل الأعراض النفسية شعوراً بالحصار والعجز المستمر وفقدان الدافع والاهتمام بالحياة وبالعلاج. قد يتفاقم الإحباط ويظهر الغضب والانعزال عن الآخرين، وتظهر علامات القلق أو الشعور بالذنب من “الفشل في إدارة المرض” وهو ما يؤثر على التفاعل اليومي مع العلاج والدواء.

الأعراض الجسدية

تظهر علامات جسدية مثل التعب المستمر وصعوبات النوم، إضافة إلى صداع متكرر وآلام عضلية أو مفصلية. قد يصاحبها اضطرابات في الجهاز الهضمي كالإمساك أو الإسهال وفقدان للشهية أحياناً. وتؤثر هذه الأعراض في السيطرة على السكر وتغيرات في المؤشرات الصحية العامة.

الأعراض السلوكية

يؤدي الاحتراق إلى التوقف عن قياس سكر الدم وتناول الدواء بانتظام، كما يظهر فقدان التركيز وتراجع الإنتاجية. قد ينعزل المصاب عن المجتمع أو يتجنب المواعيد الطبية المستمرة. وتؤثر هذه السلوكيات سلباً على التحكم بالسكر وتزيد من مخاطر المضاعفات المرتبطة بالمرض.

من هم الأكثر عرضة؟

تشير الإحصاءات إلى أن واحداً من أربعة مصابين بالنوع الأول وواحداً من خمسة من النوع الثاني يعانون من ضائقة نفسية مرتبطة بالسكري منذ التشخيص. وتشمل الفئات المعرضة المراهقين الذين يمرون بتقلبات نفسية وهوية، والشباب الذين ينتقلون إلى الاعتماد الكامل على أنفسهم والمسؤوليات، والمرضى الذين يعانون من ضعف السيطرة أو مضاعفات مزمنة. كما أن وجود دعم عائلي محدود أو معاناة نفسية مرافقة يزيد من احتمال المعاناة من الاحتراق، إلى جانب الآباء ومقدمي الرعاية لأطفال مصابين.

كيف نتعامل مع الاحتراق؟

يبدأ المسار في التعامل مع الاحتراق بإدراك المشاعر وعدم إنكارها كخطوة أولى ضرورية. يفضل الخبراء استخدام العلاج السلوكي المعرفي كأداة فعالة لإعادة بناء التفكير وتطوير استراتيجيات مواجهة. يفضل كذلك الانضمام إلى مجموعات دعم توفر مشاركة الخبرة وشعوراً بالانتماء. يؤكد الخبراء أن تقليل الضغوط اليومية عبر التحسن التدريجي والرحمة بالنفس يساعد في تقليل التوتر وتحسين الالتزام بالعلاج.

الوقاية من الاحتراق

يمكن الوقاية من الاحتراق السكري إذا أُعطي الصحة النفسية الاهتمام المبكر والمتابعة المنتظمة مع اختصاصي تغذية أو أخصائي نفسي. وتشير خبرات الممارسين إلى أن وجود خطة رعاية متكاملة يقلل من مستويات التوتر ويعزز الالتزام بالعلاج. ومع وجود شبكة دعم مناسبة وتطوير استراتيجيات مواجهة فعالة يستطيع المريض الحفاظ على استقرار السكر وتجنب المضاعفات. وتظهر الأدلة أن إدراك المصاب لقدرته على التحكم في المرض ينعكس إيجاباً على راحته النفسية والجسدية.

مقالات ذات صلة