يُشير هذا التقرير إلى أن هبوط سكر الدم من الحالات الصحية التي تتطلب انتباهًا فوريًا، خاصةً لمرضى السكر أو من يتناولون أدوية تؤثر في مستويات الجلوكوز. يعوّل الخطر ليس فقط على انخفاض مؤقت بل على مضاعفاته التي قد تصل إلى فقدان الوعي أو النوبات في الحالات الشديدة. يُعد الجلوكوز المصدر الأساسي للطاقة في الجسم، خصوصًا للدماغ، لذا يتطلب انخفاضه استجابة سريعة من المريض أو من حوله. يظل التعرف على الأعراض مبكرًا عامل الأمان الأساسي لتجنّب المضاعفات.
المراحل الثلاث لهبوط سكر الدم
تحدث المرحلة الأولى حين ينخفض مستوى السكر إلى ما بين 54 و70 ملغ/ديسيليتر. تبرز خلالها إشارات إنذار مبكرة مثل الارتعاش والتعرق الشديد والشعور بالجوع والعصبية والدوخة الخفيفة. قد يصاحبها سرعة ضربات القلب وصداع خفيف.
تطبق قاعدة 15-15 كما توصي CDC: تناول 15 جرامًا من الكربوهيدرات سريعة المفعول مثل نصف كوب من العصير الطبيعي أو ملعقة كبيرة من العسل أو بضع أقراص جلوكوز. ثم تنتظر 15 دقيقة وتفحص مستوى السكر مرة أخرى. إذا ظل أقل من 70 ملغ/ديسيليتر، كرر الخطوات نفسها. بعد استقرار السكر، يجب اختيار وجبة خفيفة تحتوي على بروتين مع الكربوهيدرات لتثبيت المستوى ومنع الهبوط لاحقًا.
تنخفض سكر الدم في المرحلة الثانية إلى أقل من 54 ملغ/ديسيليتر وتزداد حدة الأعراض. يعاني المصاب من ارتباك واضح وتشتت في التفكير وضعف أو ارتباك في الرؤية وتشوّش في الكلام أو بطء في الاستجابة. كما يصعب التركيز وتتفاقم الأعراض تدريجيًا مع استمرار الانخفاض.
تبدأ مرة أخرى قاعدة 15-15 كخطوة أولى مع مراقبة مستمرة لمستوى السكر كل 15 دقيقة. إذا لم تتحسن الحالة أو تفاقمت الأعراض فعلى المريض طلب المساعدة الطبية الفورية، لأن الجسم قد يكون في الطريق إلى مرحلة أخطر. يؤكد الأطباء ضرورة عدم الانتظار إذا لم يظهر تحسن واضح خلال دقائق معدودة.
تصل الحالة إلى المرحلة الثالثة عندما يصبح الهبوط شديدًا لدرجة عجز المصاب عن إدارة الوضع بنفسه. تظهر علامات صعوبة كلام حاد وفقدان التواصل والنعاس العميق وفقدان الوعي أو تشنجات، وفي بعض الحالات يتوقف التنفّس أو يفقد المريض وعيه تمامًا.
هي حالة طارئة تتطلب تدخلاً فورياً، فلا يُعطى المريض طعامًا أو شراب إذا كان فاقدًا للوعي لتجنب خطر الاختناق. يوضع المريض في وضعية الاسترداد مع ثني الرأس جانبًا، ويتم إعطاء حقنة الجلوكاجون فورًا إذا كانت متوفرة ومعروفة الاستخدام. يجب الاتصال بخدمات الطوارئ والبقاء بجانب المصاب حتى عودة الوعي واستقرار الحالة.
نصائح وقائية
اعتني بتناول وجبات منتظمة وعدم تخطي أي منها، وتجنب تغيّرها بشكل كبير. راقب سكر الدم خصوصاً قبل ممارسة الرياضة أو القيادة، واحمل معك وجبات خفيفة تحتوي على الكربوهيدرات. أبلغ العائلة أو الزملاء بكيفية التصرف في حالات الطوارئ لضمان وجود دعم فوري. راجع الطبيب بشأن تعديل جرعات الأدوية عند تغيّر نشاطك اليومي أو نظامك الغذائي لتقليل مخاطر الهبوط.
