تنفذ الهيئة ترجمة رؤيتها في ترسيخ التنمية المستدامة عبر الاستثمار في شبكات ذكية للبنية التحتية المائية، تعتمد على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لمراقبة وتحليل ملايين نقاط البيانات بشكل يومي.
تشير إلى أن هذه الأنظمة تتيح استباق الأعطال ومعالجتها بكفاءة، ما أسهم في خفض نسبة الفاقد في شبكة المياه إلى 4.5%، وهي أدنى نسبة عالمياً، مقارنة بمعدلات تتجاوز 15% في كبرى المدن المتقدمة، ما يعكس كفاءة الإدارة وريادة الهيئة.
يتيح نظام سكادا المطور مراقبة شبكة المياه في دبي التي تمتد لأكثر من 3000 كيلومتر وتشمل الأنابيب ومحطات الضخ والخزانات على مدار الساعة، مشيرًا إلى تعزيز القدرة من خلال تركيب أكثر من 10,000 جهاز ذكي ما يدعم التحول الرقمي والكفاءة التشغيلية.
وأضاف: طورت الهيئة نظام محاكاة ذكي يحاكي حالات تسريب الأنابيب المختلفة، ما يمكنها من تقييم واختبار تقنيات الكشف الجديدة، ويعتمد النظام على إنترنت الأشياء للمراقبة والتحكم عن بعد، إضافة إلى مستشعرات ذكية في الأنابيب لرصد البيانات الهيدروليكية مثل الضغط والتدفق ودرجة الحرارة، إضافة إلى خوارزميات متقدمة لتحليل البيانات وتحديد مواقع التسريبات بدقة.
تعمل الهيئة على تعزيز كفاءة شبكة المياه في الإمارة من خلال تبني مجموعة متطورة من الحلول التقنية والذكاء الاصطناعي، ما يسهم في رفع مستوى الخدمة ودعم جهود الاستدامة.
تشير إلى الابتكارات الرئيسية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي وهي الرصد والمعالجة الفورية حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي لرصد الهجمات السيبرانية والتسريبات والأعطال في الشبكة وعزلها وإصلاحها تلقائياً، والصيانة التنبؤية من خلال التنبؤ بأعطال العدادات الذكية والمضخات قبل حدوثها بالاعتماد على بيانات أجهزة الاستشعار، إضافة إلى إشعارات التسريب الآلية حيث أتمتة إرسال الإشعارات للمتعاملين عند الاشتباه بوجود تسريب في عقاراتهم.
وأوضح أن أبرز الأنظمة والتقنيات المستخدمة لضمان إدارة مثلى لشبكة المياه تعتمد الهيئة مجموعة من الأنظمة المتطورة منها نظام سكادا للإشراف والتحكم وجمع البيانات والشبكة الذكية وتقنيات المراقبة مثل مشروع هيدرونت ونظام إدارة التوزيع الذكي SDMS وتقنية الكرة الذكية إضافة إلى أنظمة إدارة الضغط وتحديد التسريبات مثل DMA وتقنيات الكشف السمعي واستخدام الغاز الهليوم لاكتشاف التسريبات غير المرئية.
حققت الحلول المبتكرة نتائج استثنائية منها خدمة iService التي ترصد انقطاع الخدمة وإصلاح الأعطال في العدادات تلقائيًا ومشروع هيدرونت لإصلاح التسريبات في ثوانٍ دون تدخل بشري من خلال التكامل مع أنظمة سكادا إضافة إلى نظام هايدرو إنسايت الحائز على جائزة عالمية والذي يسهم في خفض الوقت اللازم لرصد الأعطال وإصلاحها من 30 يوماً إلى ساعة واحدة فقط، مساهماً في تحقيق أدنى نسب فاقد مائي عالميًا.
كذلك تقنية الكرة الذكية التي حققت وفورات مالية بلغت 12 مليون درهم في 2024 وأسهمت في منع هدر 1.34 مليون متر مكعب من المياه والكشف عن 180 تسريباً في خطوط النقل منذ إطلاقها.
وأوضح أن الهيئة تمتلك منصة متكاملة لدمج وتنظيم البيانات الضخمة القادمة من مختلف التطبيقات والتقنيات وتسهم هذه المنصة في تحليل البيانات الحالية والمتوقعة وتحسين عمليات إدارة الأصول والعدادات الذكية إضافة إلى رفع تجربة المتعاملين وسعادتهم.
كما تقوم الهيئة بتوفير إمدادات مائية مستدامة وآمنة من خلال اعتماد أحدث التقنيات وأكثرها تطوراً لمراقبة الجودة وضمانها في كل مرحلة بدءاً من التحلية وحتى التوزيع.
وقال معالي سعيد الطاير: توفر الهيئة مياهاً محلاة تتوافق تماماً مع أعلى معايير السلامة العالمية، بما في ذلك المعايير الصارمة التي تضعها منظمة الصحة العالمية لإنتاج ونقل وتوزيع مياه الشرب، مع رقابة مستمرة على مدار الساعة لضمان هذه الجودة، حيث تطبق الهيئة نظاماً متكاملاً يشمل فحص عينات مياه البحر الداخلة إلى المحطات بشكل مستمر والرصد الآني لخصائص مياه البحر مثل درجة الحرارة والملوحة والأوكسجين المذاب ودرجة الحموضة ومراقبة كمية الكلور الحر المتبقي لضمان فعالية التعقيم وحماية المعدات، إضافة إلى نظام أخذ عينات دوري من مختلف مراحل التحلية وتحليل شامل للخصائص الفيزيائية والكيميائية والميكروبيولوجية للمياه الداخلة والخارجة وفق القوانين المحلية.
وحول التقنيات الذكية لتعزيز الرقابة والكفاءة أوضح معالي سعيد الطاير أن الهيئة حققت قفزة نوعية في عمليات الرقابة عبر توظيف التقنيات الرقمية والمتقدمة: الطائرات بدون طيار (الدرونز) التي تشمل الطائرات المائية لجمع عينات المياه من مواقع مختلفة تلقائياً وطائرات المراقبة لكشف بقع الزيت مبكراً حتى مسافة 3 كيلومترات من الشاطئ والتصوير الحراري لمراقبة البنية التحتية للمحطات والكشف عن حالة العزل الحراري لوحدات التحلية ما يرفع كفاءة الإنتاج.
وتمتلك الهيئة مركبات تعمل تحت الماء (ROV) يتم التحكم بها عن بُعد لمعاينة البنية التحتية لمآخذ مياه البحر بشكل دقيق وآمن كما توظف الهيئة الذكاء الاصطناعي للصيانة التنبؤية باستخدام منصات متطورة مثل بريدكس (PREDIX) من جنرال إلكتريك لمراقبة أداء المضخات الرئيسية في وحدات التحلية وتوقع الأعطال المحتملة قبل حدوثها ما يقلل فترات توقف المحطات ويعزز موثوقية الإمداد.
وتضمن الهيئة من خلال هذا النهج المتكامل الذي يجمع بين الرقابة المستمرة والتقنيات الذكية تزويد المتعاملين بمياه شرب نقية وآمنة مع تعزيز مكانتها الرائدة في قطاع خدمات المياه عالميًا.








