رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

أعراض اضطراب فقدان الشهية العصبي وعلاجه

شارك

فهم الاضطراب وتداعياته

يتسم فقدان الشهية العصبي بتشابك عوامل نفسية وجسدية واسعة، وهو من أكثر اضطرابات الأكل تعقيدًا. ينشأ الاضطراب عادة من مزيج من القلق المرتبط بصورة الجسد ومحاولات مستمرة للتحكم في الوزن بشكل صارم. تشير المعطيات إلى أنه قد يهدد الحياة إذا لم يُعالج بشكل منظم.

أسباب الاضطراب

يتعامل البحث مع فقدان الشهية بوصفه نتيجة تداخل عوامل متعددة، منها استعداد بيولوجي يجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة لتطوير سلوكيات قاسية تجاه الطعام. وترتبط الشخصية الدقيقة، والقلق، ورغبة السيطرة، بزيادة احتمال الإصابة. تلعب الضغوط الاجتماعية والمعاملات الثقافية المتعلقة بالرشاقة دورًا في ظهور الاضطراب وتفاقمه.

كيف يظهر فقدان الشهية؟

تبدأ العلامات عادة بتغير واضح في علاقة الشخص بالطعام، حيث يقلل الحصص تدريجيًا. ويذهب الشخص إلى أساليب أخرى لتقليل السعرات مثل الإفراط في التمارين أو استخدام الملينات أو التقيؤ المتعمد. تتطور تغيرات جسدية تشمل انخفاض الوزن، وهزال العضلات، والشعور المستمر بالبرد، وتغيرات هرمونية قد تؤدي إلى اضطرابات في التبويض أو انخفاض التستوستيرون. قد تظهر أيضًا تغيرات سلوكية مثل الانشغال بالميزان والانسحاب الاجتماعي.

الفحص والتشخيص

لا يعتمد الطبيب فقط على المظهر، بل يجمع التاريخ المرضي، ويجري فحوصات جسدية وتحاليل مخبرية قد تكون ضرورية. كما قد يقيّم كثافة العظام وتخطيط القلب لاستبعاد أمراض أخرى قد تشبه أعراض فقدان الشهية. وتشير مراجعات علمية إلى أن التأخر في العلاج يزيد من مخاطر المضاعفات ويجعل الوفاة احتمالًا أعلى مقارنةً باضطرابات نفسية أخرى.

طرق العلاج

تبدأ الرعاية بخطة تغذية تدريجية يضعها اختصاصي تغذية لاستعادة الوزن بأمان. ويتضمن العلاج النفسي، خاصة العلاج السلوكي المعرفي، تعديل الأفكار المشوهة حول الوزن والطعام. وتوفر المجموعات العلاجية بيئة داعمة لتبادل الخبرات، وقد تحتاج الحالات الشديدة إلى الدخول المستشفى للحفاظ على الوظائف الحيوية. وغالبًا ما تُستخدم أدوية تستهدف القلق أو الاكتئاب المصاحب، لكن لا يوجد دواء محدد لعلاج الاضطراب نفسه.

المضاعفات والمخاطر

استمرار الاضطراب قد يؤدي إلى فقر الدم وضعف العضلات واضطرابات في أملاح الدم، بالإضافة إلى ضعف في وظائف القلب والكلى. كما يزداد خطر التفكير والانتحار نتيجة العبء النفسي. لدى النساء الحوامل المصابات قد يسبب فقدان الشهية اضطرابات في الإباضة وزيادة مخاطر الإجهاض والولادة المبكرة.

الأكثر عرضة

تشير الإحصاءات إلى أن ملايين الأشخاص يعانون من اضطرابات الأكل خلال الحياة، وفقدان الشهية أكثر شيوعًا بين النساء بثلاثة أضعاف مقارنة بالرجال. كما قد يتقاطع مع اضطرابات مثل القلق والوسواس القهري والشراهة المرضية، ما يزيد من تعقيد الحالة ويستدعي خطة علاج دقيقة. كثير من الحالات لا تُشخّص مبكرًا في بعض الفئات، مما يجعل التدخل العلاجي متأخرًا.

مقالات ذات صلة