يعمل أنجيلو كريستيانو دا سيلفا أنتونيس ساعي بريد في مدينة غواراتينغويتا بولاية ساو باولو بالبرازيل، وهو مشهور بأسلوبه الفريد في التعامل مع الحيوانات. لا يقتصر عمله على توصيل البريد فحسب، بل يوزع أيضًا المحبة والود على الكلاب التي يلتقيها يومياً في طريقه. يُعرف بلقب ساعي البريد المحب للحيوانات، وأصبح حديث الناس عبر الإنترنت بفضل لطافته وتعامله مع الحيوانات. يوثق أنتونيس لحظاته عبر حسابه على إنستغرام ليظهر صداقته مع الكلاب ويدعو إلى اللطف والصبر كسبيل لتغيير السلوك والخوف إلى محبة.
تحويل الخوف إلى صداقة
نجح أنتونيس في تحويل الخوف إلى ثقة والعداء إلى صداقة من خلال الصبر والتعامل اللطيف مع الكلاب التي يلتقي بها. أظهرت ردود الأفعال في الحي أن الكلاب باتت تنتظر وصوله بفرح وتترك النباح خلفها. ومن أبرز تجاربه كلبة تدعى كابريتا، والتي كانت تلاحقه مع مجموعة من الكلاب لسنوات، ثم أصبحت صديقته بشكل تدريجي. يوضح أن تفاعل الناس مع قصته عبر منصات التواصل يمنحه تشجيعاً على الاستمرار في مهمته ويؤكد أن اللطف يؤدي إلى استجابة حنونة من الحيوانات.
المساعدة في رعاية الحيوانات
لا يقتصر النشر على اللحظات السعيدة. بل يستخدم منصته للمساعدة في علاج الحيوانات المريضة أو المهجورة، فيشارك قصصها ويطلق حملات لجمع التبرعات لعلاجها. ما أسفر عن إنقاذ مئات الحيوانات بدعم من متابعيه. وبفضل جهوده، جُمعت أموال كبيرة لتوفير الرعاية الطبية للحالات المحتاجة، مما جعله شخصية محبوبة داخل البرازيل وخارجها.
من الطفولة إلى الحلم
يقول أنتونيس إن إحساسه بالإعجاب بمهنة ساعي البريد بدأ منذ طفولته، حين كانت والدته تكرم السعاة في نهاية كل عام. وعندما كبر، قرر الجمع بين هذا الحلم وحبه الكبير للحيوانات ليجعل عمله أكثر متعة من خلال التواصل مع الكلاب التي يراها في طريقه. ومع مرور الوقت، أصبحت جولاته اليومية مصدر سعادة متبادلة بينه وبين الكلاب التي ينتظرها بشغف. وتُظهر هذه القصة كيف يمكن الشغف بالعمل والحيوانات أن يتلاقيا ليحققا هدفاً إنسانياً.
الصبر طريق الثقة والاحترام
يؤكد أنتونيس أن بناء الثقة مع الكلاب يحتاج إلى وقت واحترام لأنها بطبيعتها تحمي أراضيها. لكنه يختار دوماً التودد إليها بلطف حتى تكسر حاجز الخوف. وتظل ذكرى كابريتا أحد أبرز أمثلة نجاحه، فبعد أن تمت ملاحقتها لسنوات أصبحت صديقته ثم أدت إلى أن تكون بقية الكلاب ودودة معه. يرى أن تفاعل الناس مع قصته عبر الإنترنت يمنحه دفعة للاستمرار في مهمته، ويؤكد أن اللطف والرحمة تجاه الحيوانات يثيران استجابة محبة تشبه ما يمنحها الأمان.








