تُعد متلازمة تكيس المبايض من أكثر الاضطرابات الهرمونية شيوعًا لدى النساء في سن الإنجاب. وتظهر عادةً بعلامات مثل عدم انتظام الدورة وتراكم الأندروجينات وتكوّن أكياس صغيرة حول المبايض. وإلى جانب كونها مرضًا أيضيًا، ترتبط آثارها الطويلة الأمد بزيادة الوزن ومقاومة الإنسولين وتغيرات في التوازن الهرموني. ويُثار القلق من تأثيرها المحتمل على الصحة العامة على المدى البعيد بما في ذلك مخاطر تتعلق بالسرطان في مراحل لاحقة من الحياة.
علاقة متلازمة تكيس المبايض بسرطان الثدي
تشير مراجعات الدراسات إلى وجود ارتباط محتمل بين المتلازمة وسرطان الثدي، غير أن الدلائل لا تزال غير حاسمة بشأن السبب والنتيجة. فالمتلازمة ليست سببًا مباشرًا لسرطان الثدي، بل إن التغيرات الهرمونية والاستقلابية المصاحبة قد تؤثر في عوامل الخطر المرتبطة بتطور الورم. وغالبًا ما ترتبط المتلازمة بارتفاع مخاطر السمنة ومستويات هرموني الاستروجين والأنسولين ومقاومة الإنسولين، وكل ذلك يمكن أن يسهم في تغيّر آليات النمو الخلوي. كما أن وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان أو اضطرابات أيضية قد يضيف مخاطر إضافية، وإن كان الرابط المباشر غير محسوم.
نتائج الأبحاث الحالية
تظهر الأبحاث نتائج متباينة بشأن العلاقة بين المتلازمة وسرطان الثدي؛ فبعض الدراسات أشارت إلى زيادة بسيطة في الخطر بينما لم ترصد أخرى ارتباطًا واضحًا بالعمر أو كتلة الجسم. وترتبط هذه النتائج بنمط الحياة والعوامل العامة مثل السمنة والسكري وانقطاع التبويض والتاريخ العائلي. وبناءً على ذلك، يبقى الخطر مرتبطًا بمجموعة من العوامل وليس نتيجة حتمية للمتلازمة وحدها. لذا فإن الوقاية تعتمد على تبني أسلوب حياة صحي والمتابعة الطبية المنتظمة.
إدارة المخاطر
توضح الأدلة أن غالبية مخاطر متلازمة تكيس المبايض وسرطان الثدي يمكن تقليلها من خلال التدخل المبكر واتباع نمط حياة نشط. وينبغي ممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي متوازن مع الحفاظ على وزن صحي للمساعدة في تحسين حساسية الإنسولين وتقليل الدهون. كما تساهم متابعة مستويات الإنسولين والهرمونات عبر فحوصات دورية والفحص الذاتي للثدي بشكل منتظم في الكشف المبكر ورعاية الصحة العامة. تبقى الفحوصات الروتينية جزءًا أساسيًا من الرعاية الصحية، وتؤكد على أن المتلازمة ليست سببًا مباشرًا للسرطان لكنها قد تؤثر في العوامل المرتبطة بخطره.








