رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

أكثر من نصف مستخدمي حقن التخسيس معرضون لاكتساب الوزن خلال سنة

شارك

أعلنت دراسة واسعة النطاق نتائج مهمة حول فاعلية أدوية التخسيس المحفزة للشبع في تقليل الشهية وتحقيق فقدان وزن ملحوظ. اعتمد الباحثون على قاعدة بيانات وطنية تشمل ملايين السجلات الطبية وجرى تحليل معلومات أكثر من 1.2 مليون بالغ بدأوا علاج السمنة باستخدام أدوية تعتمد على تحفيز مستقبلات GLP-1. ووجدت الدراسة أن متوسط مدة العلاج قبل التوقف بلغ نحو ثمانية أشهر، وأن مؤشر كتلة الجسم للمشاركين كان قريبًا من 39. وتشير النتائج إلى أن فقدان الوزن يظل ملموسًا أثناء العلاج، لكن الحفاظ عليه يتطلب استمرار العلاج مع دعم سلوكي متواصل.

تجدد الوزن بعد التوقف

أظهر تحليل البيانات أن معظم المستخدمين الذين فقدوا وزنًا خلال العلاج استعادوا جزءًا من فقدانهم خلال الأشهر التالية عند التوقف. وتشير النتائج إلى أن نحو 4.5% من الوزن يُستعاد خلال ثلاثة أشهر، ثم يصل الارتفاع إلى 6% خلال نصف عام، ويقترب من 7.5% خلال عام واحد. وتتواءم هذه النتائج مع ملاحظات التجارب السريرية التي رصدت الظاهرة نفسها، لكنها تعكس ما يحدث في الحياة اليومية خارج المختبر.

أبعاد صحية واقتصادية

على صعيد الصحة، أظهرت النتائج أن أدوية التخسيس كانت فعالة في الوقاية من أمراض القلب والسكري وأنواع أخرى، لكن سياسات الرعاية الصحية في بعض الدول تقيد مدة استخدامها. وتشير النتائج إلى أن جزءًا من مستخدمي الأدوية فقدوا وزنًا آمنًا في البداية، لكن مخاطر ارتداد الوزن تبقى قائمة بعد التوقف. ويؤكد الخبراء أن استدامة النتائج تعتمد على استمرار العلاج وتبني تغييرات في نمط الحياة، مثل التغذية المتوازنة وممارسة النشاط البدني. كما تزداد التكاليف الصحية والاقتصادية المرتبطة بعودة الوزن في بعض السياسات التي تقيد مدة العلاج.

علاج متكامل لتحقيق الاستدامة

أوضح خبراء الغدد أن الاستمرار في العلاج لفترات طويلة عامل رئيسي للحفاظ على النتائج، وهو ما يتطلب تقليل الآثار الجانبية وتوفير برامج دعم سلوكي مرافقة. وذكروا أن الاعتماد على الدواء وحده لا يضمن ثبات الوزن على المدى البعيد، بل يجب دمجه مع حمية غذائية متوازنة ونشاط بدني وتطبيق استراتيجيات إدارة السلوك الغذائي. وتشير النتائج إلى ضرورة بناء خطط علاجية شاملة تجمع الدواء والتغذية والنشاط والأنماط السلوكية التي تدعم المحافظة على الوزن.

توجهات الصحة العامة والسياسات

تشير المعطيات إلى أهمية تطوير برامج دعم طويلة الأمد وتقييم السياسات الصحية بما يسمح باستمرارية العلاج مع رصد الوزن بشكل منتظم. وتؤكد الدراسة أن الدواء وحده ليس كافيًا، بل تتطلب النتائج استدامة من خلال خيارات غذائية متوازنة وممارسة النشاط البدني. وتدعو النتائج إلى تعزيز الوعي بمخاطر الارتداد عند التوقف عن الحقن وتوفير موارد للمساعدة في تبني نمط حياة صحي مستدام.

مقالات ذات صلة