يعرّف الاختصاصيون الصرع بأنه اضطراب عصبي طويل الأمد يظهر بنوبات متكررة. تختلف هذه النوبات من مريض لآخر في شكلها ومدتها وشدتها. قد تكون النوبة حركية أو غير حركية، وتظهر عندما تبدأ شحنة كهربائية غير طبيعية في جزء من الدماغ وتنتشر إلى الأجزاء المجاورة.
النوبات بحسب موضع البداية وشدتها
تنطلق النوبة بحسب المنطقة التي يبدأ فيها النشاط الكهربائي في الدماغ ومدى انتشاره إلى المناطق المجاورة. لهذا تختلف النوبات بين مريض وآخر وتُقسم عادة إلى نمطين رئيسيين: بؤري يبدأ من نقطة محددة ثم ينتشر، ونوبات عامة تشمل جانبي الدماغ في آن واحد. وقد تُصنّف بعض النوبات بأنها غير معروفة إذا لم تُشاهد بدايتها بوضوح.
الأعراض الحركية وغير الحركية
تظهر النوبات الحركية عادة بارتعاش سريع، أو تصلّب مفاجئ في الأطراف، أو نمط يجمع بين التصلب مع نبضات عضلية متكررة. قد يحدث فقدان القدرة على شدّ العضلات ويسقط المصاب على الأرض دون إنذار. أما النوبات غير الحركية فتمتاز بتوقف مفاجئ عن الكلام، أو تجمّـد النظر لثوانٍ، أو شعور مشوش يصعب تفسيره.
النوبات البؤرية والهالة
عند انطلاق الشحنة من منطقة محددة في الدماغ، يعتمد مدى وعي المصاب على مدى انتشار النشاط. قد يظل المصاب واعيًا لكنه غير قادر على التجاوب، أو يدخل في حالة من الغيم العقلي ويفقد ذكر ما حدث. وتشمل النوبات البؤرية سلوكيات آلية مثل فرك اليدين أو تحريك الشفتين أو السير بلا هدف، وتدل هذه التصرفات على أن مصدر الاضطراب ما زال محصورًا في جزء محدد من الدماغ. وتعتبر الهالة علامة مبكرة قد تسبق النوبة الكبرى.
بعد النوبة وفترة ما بعد النوبة
تستمر فترة ما بعد النوبة لبضع دقائق وقد تمتد لساعات في بعض الحالات. تتفاوت الأثر بين صداع، ارتباك، صعوبة في الكلام والخمول، وقد تظهر تقلبات مزاجية مثل القلق أو الحزن. كما قد يعاني المصابون من ألم عضلي نتيجة التشنجات أو فقدان الذاكرة المرتبط بلحظات النوبة.
عندما تصبح النوبة طارئة
عندما تستمر النوبة أكثر من المعتاد أو تتكرر دون استعادة الوعي، يخشى من الدخول في حالة صرع مستمر تستلزم تدخلًا طبيًا فوريًا. تُعد النوبات العادية عادة أقل من ثلاث دقائق، لكن استمرارها لأكثر من خمس دقائق يرفع خطر الاختناق واضطراب التنفس وعدم انتظام ضربات القلب، كما قد يزداد احتمال تلف الخلايا العصبية. يفضل في هذه الحالة طلب المساعدة الطبية الطارئة.
الإسعافات الأولية قبل وصول المساعدة
يهدف كل إجراء حول المريض إلى منعه من تلحق به إصابة. ينبغي إبعاد أي أدوات قد تسبب ضررًا، ومساعدة المصاب على الاستلقاء في مكان آمن ووضع شيء لين تحت رأسه. لا يجوز إطلاقًا وضع أي جسم في فم المريض. عند ظهور رغوة أو زيادة إفراز اللعاب، يجب إمالة الرأس إلى الجانب لمنع دخوله مجرى التنفس. إذا كان المصاب يتجول أثناء النوبة البؤرية، يكفي توجيهه بعيدًا عن الطرق أو الأماكن المرتفعة، وبعد انتهاء النوبة يبقى مع المريض حتى يستعيد وعيه بالكامل.
