رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

من الهلاوس إلى السلوك القهري: أغرب الاضطرابات والاندفاعات النفسية

شارك

توضح الدراسات أن بعض الحالات التي يراها الناس كأفكار غريبة عن الهوية أو الواقع قد تكون علامة على اضطراب أعمق في الإدراك. قد تظهر حتى لدى أشخاص لم يتعاطوا مواد مخدرة ولا تعرضوا لعوامل خارجية، نتيجة خلل في طريقة استقبال الدماغ للمعلومات. يترتب على هذه الاضطرابات تطور من الاجهاد النفسي إلى اضطراب عميق إذا لم يتم التدخل المبكر. وتؤدي هذه التحولات إلى أن يتحول الإحساس بالعجز إلى شعور بالعظمة أو الخوف إلى يقين بأن الشخص مميز. وتحتاج إلى تقييم ومتابعة من مختص نفسي لتحديد المسار العلاجي المناسب.

أسباب وتفسيرات

يؤكد الطبيب المختص أن وراء هذه الأوهام احتمالات عدة، منها اضطرابات مزاجية ترفع الثقة بشكل غير منطقي، أو اضطرابات وهامية فصامية أو ذهانية نتيجة ضغوط نفسية حادة. قد تتطلب الحالات تقييمًا دقيقًا لتحديد ما إذا كان السلوك سلوكيًا ونفسيًا أم دوائيًا أم مزيجًا من العلاجات. وتزداد الصعوبة عندما تتداخل عوامل عضوية وكيميائية في الدماغ مع العوامل الاجتماعية والضغوط الحياتية. وتؤكد الصورة أن الاستجابة العلاجية هي عملية مركبة وتستدعي إشرافًا مستمرًا وتقييمًا دوريًا.

يعتمد التعامل مع المريض على الاحتواء الهادئ والتقييم الدقيق من مختص نفسي، فالمواجهة العنيفة أو التقليل من المحنة لا يساعدان. ويؤكد الأخصائيون أن أفضل مسار هو رعاية متخصصة تكشف الأسباب وتضع خطة علاج واضحة تبعًا لحالة المريض، سواء كانت سلوكية ونفسية أم دوائية أم مزيجًا من ذلك. كما تشير الخطة إلى نوع العلاج المطلوب ومتى يتم تعديلها، مع رعاية إشرافية من الطبيب المعالج والمتابعة الأسرية. وتؤكد هذه المقاربة أهمية بيئة داعمة تقلل الانتكاسات وتدعم اندماج المريض في المجتمع.

اضطرابات إدراكية أخرى

تشير الصورة إلى وجود اضطرابات إدراكية قد تبدو منطقية للمصاب لكنها بعيدة عن الواقع، ومنها اضطراب أليس في بلاد العجائب الذي يغير إدراك حجم الجسم أو المحيط، واضطراب كابغراس الذي يعتقد فيه الفرد أن أشخاصًا مقربين قد تم استبدالهم ببدائل، واضطرابات الانفصال عن الواقع وتبدد الشخصية. وتظهر هذه الحالات تدريجيًا وتغير طريقة تعامل المريض مع البيئة من دون وعي كامل بتداعياتها. وتحتاج هذه الحالات إلى تقييم دقيق من مختص وتدخّل علاجي مناسب يركز على إعادة بناء الاتصال بالواقع وتعديل التفكير.

اضطرابات الاندفاع القهري المرتبط بالجسد

تشمل هذه الفئة اضطرابات قهرية مثل Dermatillomania المرتبط بنزع الجلد واضطراب نتف الشعر إضافة إلى حالة سلامة الهوية الجسدية BIID التي يعبر فيها المصاب عن رغبة في إزالة طرف سليم من جسده. وتُطرح هذه الاضطرابات كقضايا صحية ونفسية مع نتائج مؤذية وتؤثر في الحياة اليومية. وتستلزم رعاية متخصصة تجمع بين العلاج النفسي والسلوكي وتدعم المريض لإعادة بناء علاقة صحية مع جسده.

اضطرابات مرتبطة بالمثيرات الحسية

تشير التصنيفات إلى وجود اضطرابات تستجيب لمثيرات حسية غير متوقعة، مثل صدمات ثقافية مفاجئة أو التعرض المكثف للفنون وتؤدي إلى نوبات هلع أو تشويش إدراكي مؤقت. وتظهر هذه الاضطرابات كاستجابة دماغية دقيقة قد تتحول إلى ردود مفرطة أحيانًا. وتؤكد الملاحظة أن الدماغ يتفاعل مع المؤثرات الحسية والعاطفية بشكل حساس، ما يستدعي رعاية متخصصة وتفهّم الأسرة والمجتمع.

الخلاصة: الدماغ والواقع في توازن

تكشف هذه الاضطرابات أن الشعور بالذات والواقع ليس ثابتًا بل نتاج تفاعل معقد بين مناطق متعددة في الدماغ. وعندما يختل أي جزء من هذا النظام تتولد تجارب إنسانية غير مألوفة تتطلب فهمًا وتدخلاً متخصصين. وتبرز الحاجة إلى رعاية مركزة تجمع بين الطب النفسي والدعم الأسري والبيئة الهادئة لضمان سلامة المريض وتسهيل اندماجه في المجتمع دون وصم.

مقالات ذات صلة