بدأ ساشا جومانكا، من ميونيخ، يلفت الانتباه في عالم تصوير الحياة البرية عندما كان في السابعة والنصف من عمره. كان ذلك خلال نزهة عائلية في حديقة نيمفنبورغ، حين شاهد طائر الرفراف لأول مرة. تلك اللحظة أطلقت شرارة اهتمامه بالطبيعة، فصار يرى العالم بعين تفحص التفاصيل وتبحث عن الجمال في كل جناح يخفق. ازدادت شغفته مع كل تجربة ميدانية يقضيها قبل شروق الشمس وحتى غروبها، حتى اقتربت أعماله من أسلوب يجمع العلم والدقة مع الحس الفني.
بداية الشغف وتطوره
في يونيو 2020، حصل ساشا على كاميرته الأولى وبدأ معها رحلة الاكتشاف والتعلم. لم تكن البداية سهلة، فكل صورة تطلب صبرا وتوقيتا وحسا فنيا دقيقا. كان يقضي ساعات طويلة في الميدان من الفجر حتى المساء بين البحيرات الضبابية وأشجار الحديقة، يطارد اللحظات العابرة التي تدمج بين السكون والحركة. مع مرور الوقت، بدأت لقطاته تكتسب طابعا مميزا يمزج بين الدقة والعاطفة، وهو ما يجعل أعماله تصدُر في مسابقات تصوير الطيور وتُذكر في مواقع متخصصة.
مغامرات في دلتا الدانوب
تحولت دلتا الدانوب إلى وجهته المفضلة، فكان يعود إليها كل عام مع والديه لاستكشاف عالم الطيور في بيئة تزخر بالحياة. هناك يجد ساشا مصدر إلهامه بين أسراب البجع التي تحلق في الأفق وطيور البلشون التي تعكس أجنحتها على صفحة الماء. يتعلم أن التصوير ليس سيطرة على المشهد بل تواصل مع الطبيعة، وأن عليه الاستماع قبل الضغط على زر الكاميرا. حتى عندما يضغط على الزر، يتعلم درسا في الصبر والعفوية والتوقيت المناسب.
التقدير العالمي والإرث القادم
على الرغم من صغره، حصد ساشا اعترافا عالميا بموهبته. فاز بالميدالية الذهبية في مسابقة مصور الطيور لعام 2025 وتلقى إشادة في مسابقة مصور الحياة البرية لعام 2024. أسس مع والديه موقعا إلكترونيا لمشاركة أعماله وشغفه مع محبي الطبيعة. يؤكد أن هدفه ليس الجوائز بل التقاط اللحظات التي تمس القلوب وتوثيق روح الحياة، فكل صورة تمثل حوارا بين الضوء والحركة.
عدسة نحو المستقبل
يرى ساشا أن مهمته تتجاوز الكاميرا وتدعو إلى التأمل والتواصل مع الطبيعة. يعلم من عدسته أن كل طائر وكل رفرفة يحمل قصة عن الحياة والتوازن. مع نضوجه، يطمح إلى الاستمرار في الاحتفاء بروح البرية وإلهام الآخرين لرؤية الجمال في التفاصيل الصغيرة. يعتبر كل صورة وعدا بحب أبدى للطبيعة التي تعطي وتلهم بلا مقابل.








