أعلن فريق من العلماء بقيادة الدكتور سكوت سامرز في كلية الصحة بجامعة يوتا عن اكتشاف آلية جديدة تمكن من عكس تلف الكلى الحاد. يكشف البحث عن دور نوع محدد من الدهون يُسمّى السيراميدات الضارة في التأثير مباشرة على الميتوكوندريا، مركز الطاقة في الخلية. أشارت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Cell Metabolism، إلى أن هذه الدهون تسهم في تسريع تلف الخلايا الكلوية. يفتح الاكتشاف بابًا أمام تطوير علاجات ثورية تفيد ملايين المرضى حول العالم.
التجارب الأساسية والآليات
أظهرت التجارب الأساسية قدرة العلماء على إيقاف إنتاج السيراميدات وراثياً في الفئران، مما أدى إلى ظهور ما أطلقوا عليه “الفئران الخارقة”. هذه الفئران لم تسجل إصابة بتلف الكلى حتى عند تعريضها لظروف قاسية تؤدي عادةً لإصابة الكلى الحاد. تعد هذه النتيجة خطوة أساسية لكنها تحتاج إلى مزيد من التحقق قبل تعميمها.
دواء يحاكي التعديل الوراثي
اختبر الفريق دواءً تجريبيًا طورته شركة Centaurus Therapeutics، وهو الدواء الذي يحاكي تأثير التعديل الوراثي ويمنع تراكم السيراميدات الضارة. أظهرت النتائج أن الفئران التي تناولت الدواء مسبقاً حافظت على وظائف كلوية طبيعية وبدت سليمة عند الفحص وكانت قادرة على الحركة والنشاط المعتاد. هذه النتائج تعزز إمكانية تكرار التأثير نفسه عند البشر، لكنها ما تزال في إطار المرحلة قبل السريرية.
التطبيقات المحتملة على البشر
لا تزال التجارب في المرحلة ما قبل السريرية، ولم تبدأ التجارب البشرية بعد. يؤكد الخبراء أن نتائج فئران قد لا تترجم دائماً إلى البشر بسبب فروق بيولوجية. ومع ذلك، يبقي التطور في مجال استهداف الميتوكوندريا آفاق واعدة لعلاج أمراض الكلى وربما أمراض أخرى مرتبطة بانخفاض طاقة الخلايا.
الأهمية والآثار المستقبلية
تزداد معدلات أمراض الكلى المزمنة عالمياً بسبب السكري وارتفاع ضغط الدم، ويخضع الكثير من المرضى لتشخيص متأخر. إن أي علاج قادر من عكس التلف بدلًا من مجرد إبطائه سيغير بشكل جذري جودة الحياة ويخفف من كلفة العلاجات المرتبطة بالفشل الكلوي. بالإضافة إلى أمراض الكلى، قد تفتح هذه الاستهدافات الميتوكوندريالية الباب أمام علاج أمراض أخرى مثل الكبد الدهني والسكري وقصور القلب.








