أعلن فريق بحث بقيادة لويس مونكلا من كلية الطب البيطري في جامعة بنسلفانيا أن الطيور البرية أصبحت عوامل رئيسية في دخول وانتشار فيروس إنفلونزا الطيور شديد الإمراض H5N1 في أمريكا الشمالية. وتؤكد النتائج أن هذا الوباء انتشر بشكل رئيسي عبر الطيور البرية المهاجرة، وليس عبر الدواجن فحسب، وهو ما يختلف عن التفشيات السابقة. وتوضح البيانات أن فصائل الأنسيريفورم، وتشمل البط والإوز والبجع، كانت لها أدوار مركزية في نقل الفيروس خلال الهجرة. كما يشير البحث إلى تحول تطوري منذ عام 2020 جعل الفيروس أكثر تكيفًا لإصابة الطيور البرية وانتشاره بينها أثناء الهجرة.
الاستخلاصات الأساسية
تشير الاستخلاصات الأساسية إلى أن هذه الموجة من H5N1 مختلفة عن التفشيات السابقة في أمريكا الشمالية، إذ انتشر بشكل رئيسي عبر الطيور البرية المهاجرة. وتؤكد النتائج أن التغيير في النمط يعكس زيادة قدرة الفيروس على الانتشار بين الطيور البرية خلال الهجرة. كما تشير البيانات إلى أن أوروبا شهدت نمطًا مشابهًا منذ نحو عامين، مما يعكس تعديلاً في مسار انتشار الفيروس على مستوى العالم. وتبرز هذه النقاط أن التطور المستمر للفيروس يغير توقعاتنا لطرق تفشيه بين الكائنات الحية.
تفاصيل المنهج والبيانات
اعتمدت الدراسة على قواعد بيانات عامة من الوكالة الكندية للتفتيش على الأغذية ووزارة البيئة الكندية والوكالة الصحية العامة الكندية ومركز صحة الحياة البرية الكندي وخدمة تفتيش الصحة الحيوانية والنباتية التابعة لوزارة الزراعة الأمريكية. وتتبع الباحثون إدخال وانتشار فيروسات H5N1 شديدة الضراوة خلال الأشهر الثمانية عشر الأولى في أمريكا الشمالية باستخدام التسلسل الجيني وتحليل مسارات الهجرة. وتؤكد مونكلا أن الاستنتاج الرئيسي هو أن الوباء كان مختلفًا تمامًا عن التفشيات السابقة، إذ انتشر رئيسيًا عبر الطيور البرية المهاجرة.
التداعيات والاقتراحات العملية
كما أظهرت النتائج أن تفشّي الفيروس في المناطق الزراعية جاء نتيجة الدخول المتكرر من الطيور البرية، وأن طيور الفناء الخلفي التي يقل عددها عن 1000 طائر وفق تعريف وزارة الزراعة الأمريكية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان أُصيبت في المتوسط قبل تسعة أيام من إصابة الدواجن التجارية. وتوضح مونكلا أن هذه المجموعات الزراعية أصغر حجماً وأكثر عرضة للتماس مع الطيور البرية، وهو ما يجعل انتقال الفيروس إليها أكثر احتمالاً من الأنماط السابقة. وتؤكد الدراسة أن تعزيز الأمن البيولوجي يظل ضروريًا لمنع انتقال العدوى إلى مزارع أخرى، كما تدعو إلى بحث إمكانية التطعيم للطيور الداجنة كخيار إضافي.








