رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

راميش، مصمم إعلانات هندي، أصبح جزءاً من ذاكرة دبي بعدما أوصلته الإمارات إلى غينيس

شارك

وصلت إلى دبي في 16 أبريل عام 1974 على متن سفينة قادمة من بومباي، استغرقت الرحلة أربعة أيام، وكانت أول محطة لي ميناء راشد. من هناك بدأت البحث عن عمل، وبعد أشهر سمعت عن وظيفة شاغرة في شركة إعلانات صغيرة يعمل فيها شخصان فقط.

طُلب مني رسم إعلان لشركة آيس كريم، فأنجزته يدوياً بالريشة ورسمت مشهداً لدبي القديمة مع العبرات والمباني والاسم التجاري للمنتج، ثم انضممت إلى الشركة لتكون تلك البداية لمسيرة استمرت أكثر من خمسين عاماً، تنقلت فيها بين مراحل تطور الإعلان من الرسم اليدوي إلى التصميمات الرقمية.

رحلة راميش بابو في دبي وتطور الفن الإعلاني

في البدايات كل شيء كنا نفعله باليد، لم تكن هناك أجهزة كمبيوتر ولا تصوير رقمي، فكنت أقضي يوماً كاملاً في تصميم إعلان واحد بالفرشاة والأقلام، بينما اليوم يمكن إنجاز العمل نفسه في دقائق.

في عام 1977 أسس أول شركة إعلانات خاصة به تحت اسم “نايانا إنترناشيونال” في إمارة عجمان، قبل أن يغيّر اسمها لاحقاً إلى “آي أدفرتايزينغ” عام 1982، وتبدأ من هناك رحلة تعاون مع كبرى العلامات التجارية مثل كانون وأو جينيرال، إلى جانب شركات محلية نمت لتصبح من أبرز المؤسسات في الدولة اليوم.

وفي عام 1992 أسس راميش شركة “العيون للإعلانات” في دبي، واستمر مقرها منذ ذلك الحين في ميدان بني ياس في دبي.

وعبر راميش عن سعادته بأن كثيرا من الشركات التي بدأ معها وهي صغيرة أصبحت اليوم شركات بمليارات الدراهم، لافتاً إلى فخره واعتزازه أن أول إعلان لتلك الشركات خرج من بين يديه.

رغم التحديات التي واجهها خلال جائحة كورونا وركود سوق الطباعة والإعلانات الورقية، ظل راميش وفياً للمهنة التي أحبها حتى قرر مؤخراً إنهاء نشاطه استعداداً للتقاعد.

وقال: أستعد الآن للعودة إلى الهند بعد أكثر من خمسين عاماً في الإمارات، فقد آن الأوان لأستريح بعد عمر طويل من العمل.

يوم التسامح في دولة الإمارات

وعن يوم التسامح في الإمارات، قال راميش بامتنان: هذه الدولة تساعد الجميع، ليس فقط من يعيش فيها، بل كل من يتعامل معها، والإمارات كانت ولا تزال بلدي، فقد عشت فيها 51 عاماً، ولم أشعر يوماً أنني غريب.

وأضاف أن كل شيء هنا سهل، الأفراد والحكومة والدوائر الاقتصادية كلهم متعاونون جداً، إنها دولة آمنة وكريمة، وتمنح الجميع فرص النجاح.

وعن رسالته للشباب المقبلين على العمل في قطاع الإعلان، أكد راميش أن هذه المهنة تستحق الجهد والإبداع، لافتاً إلى أن مجال الإعلان جميل لمن يحب الفن والتفكير المختلف، ويكافئ من يجتهد فيه.

وأشار راميش إلى حصوله مؤخراً على “شهادة غينيس للأرقام القياسية” كأطول مسيرة مهنية في مجال الإعلان المطبوع لمدة 47 عاماً و77 يوماً في الإمارات، مؤكداً أن هذا الإنجاز يمثل مصدر إلهام للأجيال الجديدة، ويظهر كيف يمكن للحلم أن يتحقق بالعمل والإصرار.

وقال راميش في ختام حديثه: “إن الإمارات أعطتني الفرصة، واحتضنتني، واليوم أستعد للعودة إلى وطني حاملاً معي حبها وتسامحها وقصة نجاحي فيها”.

مقالات ذات صلة