مفهوم تليف الكبد ومسبباته
يشرح الأطباء تليف الكبد بأنه تراكم نسيج ندبي في أنسجة الكبد نتيجة إصابة مزمنة. ويؤدي هذا النسيج إلى تقليل قدرة الكبد على معالجة الدم وتنظيم العديد من الوظائف الحيوية. وتحدث هذه التغيرات كرد فعل على إصابة مستمرة مثل عدوى فيروسية مزمنة أو أمراض التمثيل الغذائي أو الإفراط في تعاطي الكحول. وتكون العلامات غالباً غير بارزة في المراحل الأولى مما يجعل الكشف المبكر يتطلب متابعة طبية منتظمة.
وتتنوع أسباب التليف الكبدي؛ فالأمراض الفيروسية مثل التهاب الكبد المزمن تشكل مخاطر كبيرة، إضافة إلى تراكم الدهون في الكبد الناتج عن السمنة والسكري يضع ضغوطاً مستمرة على النسيج الكبدي. وتساهم الالتهابات المناعية واضطرابات التمثيل الغذائي في تفاقم الوضع. كما يسهم تعاطي الكحول المزمن والمواد الضارة في تفاقم التلف. وتتفاعل هذه العوامل مجتمعة أو بشكل منفرد لتطوير التليف وتفاقم فقدان وظائف الكبد.
المراحل والأعراض والمضاعفات
تتقسّم التليف الكبدي إلى مرحلتين رئيسيتين؛ التليف المعوض والتليف غير المعوض. وفي مرحلة التليف المعوض، يستمر جزء من الكبد في أداء وظائفه بشكل مقبول مما يسمح بتعويض الاحتياجات الأساسية. وتكون العلامات عادة خفية أو غير موجودة في هذه المرحلة، ما يجعل الرتابة في الفحوصات مهمة للكشف المبكر. مع استمرار التليف يزداد التلف وتظهر علامات أكثر وضوحاً، وتدخل الحالة في مرحلة التليف غير المعوض التي تعتبر خطيرة وتستلزم متابعة دقيقة وربما رعاية متقدمة.
وتظهر أعراض معينة مع تقدم المرض. قد لا يشعر المريض بتغيرات في المراحل المبكرة، ثم تتفاقم الأعراض مع مرور الوقت. من العلامات الشائعة اليرقان وهو اصفرار الجلد والعينين، ويعكس فشل الكبد في تصفية الدم. وقد يتسبب ارتفاع الضغط في الأوردة المحيطة بالمعدة والمريء في دوالي ونزيف خطير يتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً. كما قد يتراكم السائل في البطن ويؤدي إلى الاستسقاء، ما يسبب تعباً ومشقة أثناء التنفس، وتوقياً من المضاعفات يجب استشارة الطبيب. وفي المراحل المتقدمة قد يظهر اعتلال الدماغ الناتج عن تراكم السموم في الدماغ.








