تؤكد الدراسات الصحية أن نقص فيتامين د يزداد لدى الأطفال مع تغير الفصول، خاصة في الخريف والشتاء، نتيجة قلة التعرض لأشعة الشمس. يؤثر النقص بوضوح على الطاقة والمناعة والصحة النفسية والجسدية. يعتبر فيتامين د عنصرًا أساسيًا لبناء العظام ودعم العضلات وتوازن وظائف الجسم الحيوية. لذا يُنصح بمراقبة مستوياته واتخاذ إجراءات لتعويضه عندما يلزم.
دور الضوء والبيئة في صحة الأطفال
تُظهر الدراسات أن الأطفال يتأثرون بشدة بتغيرات البيئة المحيطة وبغياب الضوء. يعتبر الضوء الطبيعي العامل الأساسي الذي يمكّن الجسم من إنتاج فيتامين د. انخفاض الشمس في مواسم معينة يترتب عليه اضطراب مستويات الطاقة وظهور أعراض اكتئاب الفصول. كما تؤثر البيئة الإيجابية والمشمسة في بناء المرونة المناعية والمزاج العام للأطفال.
فيتامين د ومناعة الطفل
يلعب فيتامين د دورًا محوريًا في وظائف الجسم الحيوية، فهو يعزز المناعة ويُسهم في نمو العظام والعضلات وتنظيم الهرمونات وتحسين المزاج. كما يدعم نشاط الخلايا المناعية والبلعميات في مواجهة الفيروسات والبكتيريا. أظهرت دراسة سريرية في هلسنكي (VIDI) أن الأطفال الذين تناولوا جرعة يومية مقدارها 1200 وحدة دولية أظهروا انخفاضًا في مشاكل القلق والاكتئاب والانطواء مقارنةً بمن تلقوا 400 وحدة. وتشير النتائج إلى وجود ارتباط مباشر بين مستويات فيتامين د والصحة النفسية لاحقًا.
كيف يدعم الأهل أطفالهم في الشتاء؟
أحد أهم الإجراءات هو التعرض الآمن للشمس لمدة 10–20 دقيقة يوميًا في فترات الصباح أو العصر. كما تساهم الأطعمة الغنية بفيتامين د مثل الحليب المدعم والبيض والأسماك الدهنية والفطر والزبادي المدعم في رفع مستويات الفيتامين. يمكن التفكير في مكملات غذائية بعد استشارة طبيب الأطفال، خاصة لسكان المناطق الباردة أو المنازل التي لا يدخلها ضوء الشمس بكثير. ويفضل تشجيع اللعب الخارجي والأنشطة في الهواء الطلق لأنها تعزز الحركة وتفتح أبواب الطاقة والمزاج.
تشير الأدلة إلى أن نقص فيتامين د منتشر عالميًا بين الأطفال والمراهقين، وهو يرتبط بارتفاع حالات الالتهابات وضعف المناعة. وتوضح التحليلات أن تناول فيتامين د بجرعات يومية أو أسبوعية ثابتة، وليس جرعات عالية متفرقة، يقلل من حدوث التهابات الجهاز التنفسي والإنفلونزا. وتكون الفوائد أكبر لدى الأطفال الذين يعانون من نقص شديد في مستويات فيتامين د.








