تؤكد هذه الرسالة أهمية تعليم أطفالنا التسامح منذ الصغر، لأن التسامح يسهم في تحسين مجتمعنا وجعله أكثر التزامًا بالقيم الأخلاقية المشتركة. يرافق ذلك توجيه تربوي يبرز دور الأسرة والمدرسة في غرس هذه القيمة منذ السنوات الأولى. كما يوضح اليوم العالمي للتسامح أن الجهود التربوية تعزز التعايش والاحترام بين الجميع وتدعم بناء مجتمع أقوى.
التعايش مع الآخرين
علم أطفالك كيفية التعايش مع الآخرين حتى وإن اختلفوا معهم. يجب أن يدرك الأطفال أنهم سيواجهون أشخاص قد لا يحبونهم يوميًا، لذا عليهم التحلي بالصبر والتفاهم. عندما يظهر طفلُك سلوكًا ينتقد آخرين بسبب اختلافاتهم، بيّن له أن الاختلاف جزء من الحياة وأن الصفات الجوهرية لا تتحدد بالمظهر. اقتدى الآباء بنموذجهم في التعامل مع المختلفين لأن الأطفال يقلدون سلوكهم غالبًا في مراحلهم المبكرة.
معاملة الآخرين كما يحبون أن يعاملوهم
يتعلم أطفالك أن المعاملة بالاحترام والعدالة هي أساس أي تفاعل اجتماعي. لا يجوز أن يُعامَل الآخرون بالظلم أو الإهمال أو الإذلال، ويجب أن يتخلوا عن العنف اللفظي والجسدي. شجّعهم على وضع أنفسهم مكان الآخرين ومحاولة فهم مشاعرهم قبل إطلاق الأحكام. باعتماد هذا المبدأ، يبني المجتمع علاقات قائمة على الاحترام المتبادل وكرامة الإنسان.
الاحتفال بالاختلافات
شرح مفهوم الاختلافات وأنه يجب احترامها، ثم بين أن الناس في مناطق مختلفة يختلفون في اللون والتقاليد والأطعمة والعادات، ومع ذلك يشتركون في قيم إنسانية مشتركة. عندما يفهم الأطفال أن الاختلافات ت enrich تجربتهم وتوسع آفاقهم، سيزداد قدرتهم على التسامح. علمهم أن التقدير للآخرين يسهم في بناء جسور التواصل والثقة بين أفراد المجتمع.
التعامل مع المشاعر السلبية
إذا ظهر لدى الطفل تعصّب أو رفض تجاه الآخرين، فابدأ بفهم مصدر هذه المشاعر ثم اعمل على تقليل التحيزات عبر الحوار والتقريب بين وجهات النظر. قم بتهيئة مناخ آمن يعلمه كيفية التعبير عن مشاعره بطريقة بنّاءة. اعمل على توجيه تفكيره نحو قصص وتجارب تبرز قيم التسامح والإنصاف وتُظهر أن الآخرين ليسوا مصدر خطر بل شركاء في الحياة.
عدم الحكم على الناس
علم أطفالك أن لا يحكموا على الناس وفق معاييرهم الشخصية وحدها، وأن التنوع لا يقلل من قيمة الشخص. أوضح أن القسوة أو الجفاء لدى شخص ما لا يعني وجود قسوة مماثلة لدى جميع الناس. شجعهم على التفكير النقدي وتقييم السلوك بدلاً من التعميم على الأشخاص بسبب الخلفية أو السمات السطحية.
رحمة وتعاطف
علم الأطفال أن الرحمة تعني رؤية العالم من منظور الآخرين وتقدير مشاعرهم. اشرح لهم مفهوم التعاطف واسمح لهم بممارسة التعاطف من خلال المواقف اليومية. عندما يتبنون منظورًا إنسانيًا، يزداد احتمالهم للتسامح والتعاون مع الآخرين.
بناء صداقات متنوعة
ابدأ بالوقت المناسب لبناء شبكة معارف متنوعة من خلال تشجيع الطفل على اللعب مع أطفال من خلفيات مختلفة، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الدين. امنح الطفل فرصًا للقاء أشخاص جدد وتكوين صداقات حقيقية، فالتواصل مع الآخرين يسهم في تعزيز التسامح. من خلال هذه التجارب، ينمو لدى الطفل إحساس بالاحترام والتقدير للآخرين ويصبح أكثر مرونة في التعامل مع اختلافاتهم.








