رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

سلالة جديدة من الإنفلونزا تبدأ بالانتشار في دول عدة

شارك

تشير تقارير صحفية إلى أن موسم الإنفلونزا القادم قد يحمل مفاجآت كبيرة نتيجة ظهور سلالة متحوّرة من فيروس H3N2 تتقدم بسرعة في بعض الدول وتظهر قدرة أعلى على الانتشار مقارنة بالسلالات الموسمية المعتادة. وتؤكد الملاحظات الأولية أن التحور الجديد بدأ بالظهور أولاً في المملكة المتحدة ثم امتد تدريجيًا إلى مناطق ذات حركة سفر نشطة. يرى خبراء الأمراض المعدية أن هذه التغييرات قد تفسح المجال أمام انتشار أوسع للفيروس وتحث على رفع اليقظة والاستعداد لاحتمال وصوله إلى مناطق إضافية.

سلالة فرعية تقود الموجة

تتركز الأنظار حاليًا نحو المتحورة المعروفة بالسلالة الفرعية K، التي رُصدت خلال موسم الإنفلونزا في نصف الكرة الجنوبي للعام 2025. ورغم أنها ليست فيروسًا جديدًا كليًا، فإن تغيّراتها الوراثية منحته سمات مختلفة عن النسخة المدرجة في لقاحات الموسم. وتظهر التقارير أنها سببت موجات إصابة شديدة في الدول الجنوبية، ويتوقع أن تستمر في فرض حضورها خلال موسم 2025–2026 في بلدان الشمال.

تحديات التتبع والبيانات المحلية

في الولايات المتحدة، يظل المشهد ضبابيًا بسبب الإغلاق الحكومي والتغيرات الإدارية داخل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ما أضعف التدفق الوطني للبيانات. وتؤثر هذه القيود على تفسير إشارات النشاط الفيروسي وتقييم مدى انتشار المتحورة في الولايات الجنوب. وتؤكد اختصاصية اللقاحات أن محدودية التقارير لا تعني غياب المشكلة، وتدعو إلى التطعيم في الوقت الحالي حتى لو لم يتطابق اللقاح تمامًا مع السلالة المنتشرة. كما أن التطعيم يظل مفيدًا في تخفيف شدة المرض وتقليل الحاجة إلى دخول المستشفيات.

يرى أطباء الأمراض المعدية أن المسألة لا تتعلق بالانتشار فحسب، بل بقدرة التحورات الجديدة على الالتفاف حول المناعة المكتسبة من العدوى السابقة أو التطعيم. وعلى الرغم من أن التغيرات الوراثية لا تعني بالضرورة زيادة الخطورة، فإنها تمنح الفيروس هامشًا أوسع للتحرك بين الفئات السكانية الحساسة. كما يحذر الباحثون من احتمال امتزاج فيروسات الإنفلونزا البشرية بطيور مهاجرة خلال موسم الهجرة، ما يستدعي متابعة دقيقة لتجنب ظهور متغيرات ذات خصائص غير متوقعة.

ما الذي يجب الانتباه له في الفترة المقبلة؟

يحذر الخبراء من الاعتماد على الأرقام المنخفضة في الوقت الراهن، إذ إن موسم الإنفلونزا غالبًا ما يتغير بسرعة. ويشددون على متابعة المؤشرات المحلية وتلقي التطعيم مع الانتباه لأي تغير في أنماط الانتشار داخل المدارس والمناطق ذات الازدحام العالي. وتؤكد المصادر أن غياب البيانات الموحدة يجعل دور الأطباء والمختبرات المحلية أكثر أهمية في اكتشاف الحالات مبكرًا.

مقالات ذات صلة