تكشف مراجعة محكمة نُشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم الهندية أن الصراصير تعتمد على بكتيريا تكافلية فريدة تُعيد تدوير النيتروجين من النفايات إلى عناصر غذائية أساسية. هذا الدور يجعلها ضرورية لمناطق الغابات حيث تتغذّى على الأخشاب المتحللة والأوراق وتمهّد التربة وتُعيد العناصر إلى النظام البيئي. إذا اختفت الصراصير، ستتراكم المخلفات العضوية وتتباطأ دورة العناصر الغذائية، ما قد يُضعف نمو الأشجار وصحة النظم الغابية على المدى الطويل. وتؤكد النتيجة أن استمرار وجودها أساسي للحفاظ على استقرار الموارد الغذائية في الغابات.
وتوفر الصراصير غذاءً موثوقًا لسلاسل الغذاء الحيوانية، فالسحالي والضفادع والطيور الصغيرة والقوارض تعتمد عليها كوجبة منتظمة. عند غيابها، ستتكوّن فجوة في السلسلة الغذائية وتزداد المنافسة على الموارد، ما قد يدفع بعض المفترسات إلى البحث عن فرائس بديلة. هذا الاختلال قد ينعكس في استقرار مجموعات الحياة البرية وتوازنها المحلي.
مرونة النظام البيئي وتكافلها الحيوي
تكشف الدراسة أن الصراصير تحمل بكتيريا Blattabacterium التي تحوّل الفضلات إلى أحماض أمينية وفيتامينات، ما يمكّنها من البقاء في بيئات قاسية فقيرة بالموارد. هذه المرونة تضعها في فئة حشرية تشغل مساحات بيئية لا تنجو منها إلا قلة قليلة من الأنواع، مما يساعد في الحفاظ على التنوع البيئي. إذا انخفضت أعدادها بشكل كبير، ستبقى بيئات كثيرة خالية من سلاسل غذائية مهمة وتقل قدرة النظم البيئية على التكيف مع التغيرات.
الأثر على الزراعة والتربة
تلعب الصراصير دوراً في تحليل نفايات النباتات وروث الحيوانات في المناطق شبه الطبيعية أو الريفية، وبغيابها تتحلل المواد العضوية بشكل أبطأ وتزداد الحاجة إلى الأسمدة الصناعية. هذا قد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف المزارعين وتفاقم الآثار البيئية مثل تلوث المياه وانبعاثات الغازات الدفيئة. رغم أنها تشكل مصدر ازعاج في المنازل، فإن وجودها يساهم في دعم التربة وتوازن النُظم الزراعية بشكل صامت.
خلاصة
لا تقود اختفاء الصراصير إلى نهاية الحضارة، لكنها ستترك فجوات عميقة في النظم الطبيعية. ستتأثر سرعة التحلل وجودة التربة وتقل استقرار السلاسل الغذائية وتزداد الضغوط على النظم الزراعية وتتناقص التنوعات الحيوية في المناطق التي كانت الصراصير تدعمها. لذا فإن وجودها، رغم أنها حشرات بسيطة ومكروهة في بعض السياقات، يحمل قيمة بيئية تفوق ما يتخيله الكثيرون.
