أجرى فريق من الباحثين في جامعة توركو دراسة وطنية فنلندية قائمة على السجلات الطبية شملت أكثر من 437 ألف امرأة فنلندية بين عامي 2004 و2017. ركزت الدراسة على فرط القيء الحملي المرتبط بغثيان وقيء شديدين أثناء الحمل وهو حالة تحدث في نحو 0.3% إلى 3.6% من حالات الحمل. أظهرت النتائج وجود ارتباط ثنائي الاتجاه بين الغثيان الشديد أثناء الحمل والاكتئاب قبل الحمل وبعده، وهو ما يعكس تحديًا صحيًا يتطلب رعاية متعددة التخصصات.
نتائج الدراسة
أظهر التحليل أن 8.8% من النساء اللاتي عانين من غثيان شديد أثناء الحمل كنّ يعانين من الاكتئاب قبل الحمل، مقارنة بنحو 1% في المجموعة الضابطة. وهذا يعني أن هؤلاء النساء كنّ أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب قبل الحمل بمعدل يقارب خمس مرات. كما وُجد أن الغثيان الشديد أثناء الحمل ارتبط باكتئاب جديد غير مُشخّص بعد الولادة بنحو 3.5 مرة مقارنة بالمجموعة الضابطة. وبعد الولادة، شُخِّص الاكتئاب المبكر لدى 4.9% من النساء اللاتي عانين من الغثيان الشديد مقارنة بـ1.0% في المجموعة الضابطة، كما كان التوقيت المتوسط لتشخيص الاكتئاب بعد الولادة 3.3 سنوات لدى هؤلاء مقابل 4.5 سنوات عند المجموعة الضابطة.
آليات وتوصيات
تشير النتائج إلى وجود آليات بيولوجية مشتركة محتملة تربط بين الغثيان الشديد والاكتئاب قبل الحمل وبعده. تدعو الدراسة إلى إجراء فحص نفسي منهجي أثناء الحمل وبعده وتوفير رعاية صحية متعددة التخصصات للنساء المعنيات. كما توصي بمتابعة مستمرة مع فرق الصحة النفسية والنساء خلال فترات ما قبل الحمل وما بعدها لتشخيص الاكتئاب مبكرًا.








