رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

دراسة: اختلال ميكروبات الأمعاء قد يؤدي للإصابة بحساسية الأنف

شارك

أعلن فريق من الباحثين في دراسة حديثة أن خلل التوازن الجرثومي المعوي قد يساهم في التهاب الأنف التحسسي عبر محور الأمعاء–الأنف. وشملت الدراسة 23 مريضًا بالتهاب الأنف التحسسي و15 شخصًا سليمًا كمجموعة ضابطة. واعتمدت الأساليب على تسلسل جين 16S rRNA لتحديد تركيب ميكروبيوم الأمعاء، إضافة إلى تحليل أيضي غير مستهدف لتوفير صورة أشمل للمستقلبات الميكروبية.

أظهرت النتائج أن التنوع العام ظل ثابتًا، لكن بنية المجتمع الميكروبي اختلفت بين المرضى والضبط. فعُزِزت في المرضى أعداد أنواع مُمرِضة مثل Fusobacterium، بينما انخفضت أنواع Faecalibacterium التي تنتج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة وتلعب دورًا في تنظيم المناعة. وهذه التغيرات الميكروبية قد تسهم في اختلال المناعة الجهازية لدى المصابين. كما أشارت النتائج إلى أن التغيرات كانت مركزة بشكل رئيسي على أنواع قليلة الوفرة، بينما بقيت الأنواع الأكثر وجودًا سليمة إلى حد بعيد، وهو ما قد لا تلتقطه التحليلات التي تركز على ثراء وتوازن المجتمع ككل.

تشير الدراسة إلى أن العوامل الغذائية للمضيف قد تلعب دورًا في الوقاية من المرض، فحتى تناول كميات قليلة من الألياف بشكل روتيني قد يشكل عامل خطر للإصابة بالتهاب الأنف التحسسي عندما تنخفض أعداد الكائنات المنتجة للأحماض الدهنية قصيرة السلسلة. هذه الكائنات تعتمد على الألياف القابلة للتخمير وتنتج مركبات داعمة للمناعة. وبالتالي ترتبط التغذية بتوازن الميكروبات وتستقر المناعة عبر محور الأمعاء-الأنف. تشير النتائج إلى أن المستقلبات الميكروبية قد تلعب دوراً محورياً في تنظيم الاستجابة المناعية الجهازية.

التهاب الأنف التحسسي

يعتبر التهاب الأنف التحسسي أكثر الأمراض التحسسية شيوعًا في العالم، ويحدث بالتزامن مع التهاب الجيوب الأنفية غالبًا. وينتج عن استجابة مناعية غير متوازنة تؤدي إلى إطلاق IgE من الخلايا الليمفاوية الحساسة وتحفيز الخلايا البدينة مع إطلاق مواد التهابية، وتتميز بوجود الحمضات. وتشمل أعراضه العطس المتكرر، وسيلان الأنف المائي، وحكة الأنف والاحتقان غالبًا مع حكة في العين.

تشير الأدلة إلى وجود محور معوي-أنفي، حيث تتغير ميكروبات الأمعاء في التهاب الجيوب الأنفية المزمن وتؤثر في تنظيم الاستجابة المناعية عبر الجسم. وتشير النتائج إلى أن هذا المحور قد يتسرب تأثيره إلى أعضاء أخرى مثل الرئة والجلد، وهو ما يفسر وجود صلة جهازية في تفاعل الالتهاب. وتؤكد هذه الأفكار ضرورة النظر في التغذية وميكروبات الأمعاء كعناصر رئيسية في الوقاية والعلاج المستقبلي للالتهاب الأنفي التحسسي.

مقالات ذات صلة