رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

رئيس جمهورية كوريا لـ«الاتحاد»: الثقة والإرادة المشتركة عنوان شراكتنا مع الإمارات

شارك

تؤكّد فخامة رئيس جمهورية كوريا أن العلاقات مع الإمارات تتجاوز حدود التعاون الاقتصادي لتصبح شراكة شاملة وخاصة قائمة على الثقة والإرادة المشتركة.

أوضح في مقابلة مع مركز الاتحاد للأخبار أن هذه الشراكة ليست مجرد نقطة تحول في التجارة والاستثمار بل منصة لإطلاق تعاون أقرب كشريكين اقتصاديين، مع تمسّك كبير بثقة بلاده في الإمارات كشريك استراتيجي خاص ووحيد في المنطقة، والعمل معاً كشريكين حقيقيين يخططان لمستقبل مشترك.

أشار إلى أن اختياره الإمارات كبداية لزياراته إلى الشرق الأوسط منذ تولّيه المنصب دليل على إرادة قوية لترسيخ العلاقات وتطويرها، معبّراً عن ثقة عميقة في الإمارات كشريك استراتيجي وأن البلدين يعملان معاً في مسار مشترك يرسّخ تلك الشراكة.

لفت إلى أن لقاءه مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يمثل أساساً لانطلاقة جديدة لمسيرة مئوية من التعاون، معبّراً عن ارتياحه لمسار الاستثمارات خاصة بعد قرار الإمارات الاستثمار في قطاعات استراتيجية في كوريا، وهو قرار وُصف بأنه استراتيجي يعكس ترابط البيئات الاستثمارية وتزايد التبادل والتعاون بين الشركات، بما يتجاوز مجرد الأرقام الاقتصادية.

توقّع فخامته أن تلعب الشركات الكورية دوراً رئيسياً في بناء منظومة أشباه الموصلات للذكاء الاصطناعي في الإمارات مستقبلاً، خاصة في ظل سعي الإمارات لتعزيز قدراتها التنافسية والتحول إلى مركز عالمي للذكاء الاصطناعي في جميع القطاعات الصناعية، وفق استراتيجية الذكاء الاصطناعي 2031.

وصف نجاح محطة براكة للطاقة النووية بأنها سيفتح فصلاً جديداً في التعاون بين البلدين في مجال الطاقة، مؤكداً أن المحطة تمثل قاعدة لإمداد الإمارات بالطاقة وتدعم النمو في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والصناعات التحويلية، مع الكشف عن نية كوريا العمل على تكنولوجيا الجيل التالي للطاقة النووية بما فيها المفاعلات المعيارية الصغيرة والدخول المشترك إلى أسواق الطاقة النووية في دول ثالثة.

وأشار إلى مشروع محطة العجبان للطاقة الشمسية بسعة 1.5 جيغاوات، ومشاركة غرب كوريا للطاقة فيه، إلى جانب تنفيذ مشروعات طاقة متجددة في دول ثالثة بالشراكة بين وسط كوريا للطاقة ومصدر، معتبرًا ذلك نموذجاً مهماً للتعاون الثنائي في مجال الطاقة المتجددة.

وتوقع أن يصل التعاون في مجال استكشاف الفضاء إلى مراحل متقدمة تشمل التطوير المشترك للأقمار الاصطناعية والاستفادة منها، إضافة إلى إنشاء بنية تحتية أرضية مثل منصات الإطلاق والمحطات الأرضية للملاحة عبر الأقمار الاصطناعية واستكشاف الفضاء من القمر حتى المريخ.

التعاون في قطاع الفضاء والبحث العلمي

وأوضح أن القمر الاصطناعي دبي سات الذي نفّذ بالتعاون مع جمهورية كوريا وجدواه في تعزيز قدرات الإمارات الفضائية، مع تدريب كوادر إماراتية في المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا (كاست)، ما يجعل التعاون العلمي بين البلدين مكمّلاً لمساعيهما الفضائية ويؤسس لمرحلة أكثر تقدماً في المستقبل.

التبادل الثقافي والسياحة والتعاون التعليمي

أكّد أن الإمارات تعدّ وجهة سفر رئيسية للكوريين في الشرق الأوسط، مع وجود اتفاقية الإعفاء من التأشيرة التي سهلت زيارات متبادلة تصل إلى 90 يوماً، مما أسهم في توسيع التبادلات البشرية والسياحية والثقافية والعملية، مع العمل على إنشاء مركز كوري في الإمارات بحلول 2030 ليكون مركزاً مركزياً للتبادل الثقافي والتجارة بين البلدين، إلى جانب تعزيز التبادل الثقافي في مجالات مثل الجمال والطعام من خلال مركز «كوريا 360» في دبي.

أشار إلى أن الإمارات تتمتع ببيئة تعليمية مناسبة وتنافسية، وتتيح كوريا تبادلاً للكوادر والمواهب البشرية، مع استمرار التعاون في مجال التعليم والبحث العلمي، بما يعزز الروابط البشرية بين البلدين ويستفيدان من الجامعات العالمية المستوى في كلا البلدين.

وذكر أن العلاقات الاقتصادية لا يمكن فصلها عن الإطار التجاري العالمي، وأن بلاده تنظر بإيجابية إلى دور الإمارات في قيادة الحوار التجاري ضمن منظمة التجارة العالمية، خاصة مع استمرار التعاون للوصول إلى نتائج ملموسة خلال المؤتمر الوزاري المقبل، مع التركيز على دمج اتفاقيات تيسير الاستثمار والتجارة الإلكترونية ضمن إطار تحديث القواعد التجارية في المنظمة.

ولفت إلى أهمية مرونة سلاسل الإمداد في ظل التحديات العالمية، مشيراً إلى التجارب الناجحة في أوقات الأزمات مثل توفير الإمارات لإمدادات وقاية صحية خلال جائحة كورونا وتقديم يد العون في مواجهة نقص اليوريا السائلة في كوريا، ما يعزز الثقة والقدرة على استدامة الإمدادات في أوقات الحاجة.

وأكّد أن الجمع بين القدرات التكنولوجية والقاعدة الصناعية لكوريا مع قدرات الإمارات في الطاقة والخدمات اللوجستية يفتح إمكانية إنشاء سلاسل إمداد مستقرة، بما يعزز الأمن الاقتصادي للدولتين ويتيح نماذج جديدة للتعاون في مجالات متعددة، بما في ذلك التمويل المناخي وأنظمة التقييم والشفافية والابتكار في الأسواق العالمية.

لماذا الإمارات؟ ولماذا كانت الإمارات المحطة الأولى للزيارة الرسمية في الشرق الأوسط

أكد أن اختيار الإمارات لتكون محطة الزيارة الرسمية الأولى إلى الشرق الأوسط يعكس إرادة قوية لتمتين العلاقات وتوسيع مجالات التعاون في القطاعات المستقبلية، بما في ذلك التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والصحة والثقافة إلى جانب القطاعات الأساسية الأربعة المتمثلة في الاستثمار والدفاع والصناعة الدفاعية والطاقة النووية والطاقة، وذلك بهدف تمهيد انطلاقة جديدة لمسيرة مئوية بين البلدين.

كشف عن مساعٍ لبحث توسيع التعاون في مجالات مثل الوقود النووي والصيانة لضمان التشغيل المستقر لمحطة براكة، إضافة إلى اكتشاف مشروعات تعاون ملموسة في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، مثل بناء مركز بيانات للذكاء الاصطناعي وتوفير مركز خدمات في الإمارات، مع التأكيد على فرص التعاون في مجالي الثقافة والمحتوى الكوريين، حيث ترى الجانبان إمكانات كبيرة للوصول إلى آفاق جديدة في المجال الثقافي والتبادل الإبداعي.

مقالات ذات صلة