أكّد خلفان جمعة بالهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، أن العالم اليوم أمام ثلاث تحولات جذرية ستعيد تشكيل العقد القادم، مبيناً أن هذه التحولات تمثل نقطة انطلاق جديدة لفهم مستقبل الإنسانية ودور التكنولوجيا في صياغته.
قال في كلمته خلال افتتاح الدورة الرابعة من منتدى دبي للمستقبل 2025 إن التحول الأول هو أن التركيز أصبح العملة الجديدة، حيث تتراجع قدرتنا على التركيز بشكل غير مسبوق، موضحاً أن من يحمي تركيزه العميق ويستثمره سيملك ميزة تنافسية في المستقبل.
وأضاف أن التحول الثاني يتمثل في أن وفرة المعلومات لم تعد تحدياً، بل التحدي الحقيقي يكمن في تحويل هذه الكثرة إلى قرارات أفضل، مشيراً إلى أن الخبير المستقبلي لن يكون الأكثر اطلاعاً، بل القادر على استخلاص المعنى والتوجيه من بين التدفق الهائل للبيانات.
ووصف التحول الثالث بأنه الأقرب إلى الإنسان، حيث قال إن الذكاء الاصطناعي أصبح صديقاً مقرباً، والرفقاء الافتراضيون يستمعون بدون حكم ولا يغادرون الدردشة، وسيتضاعف حجم هذا القطاع بحلول 2032، ولا بد من طرح السؤال: كيف سنعيد تعريف التواصل الإنساني في عالم يجد فيه الجميع من يسمعه في أي لحظة؟
وبين خلفان بالهول أن اجتماع هذه التحولات يكشف حقيقة أكبر هي أن التكنولوجيا لا تغيّر الأنظمة فحسب، بل تضخّم التحديات الإنسانية العميقة. وهنا يبرز مفهوم جديد نسميه الإمكانات المعرفية الوطنية، أي قدرة الأمم على بناء عقول مركّزة ومترابطة تعمل على التفكير والإبداع والعمل المشترك.
وذكر أن هذه التحولات ليست أجوبة نهائية، بل دعوة للتعاون والتفكير والبناء، فالمستقبل ليس انتظاراً.. المستقبل مشاركة.
