أعلن تقرير صحي أن الليمون من أكثر الأصناف المحفّزة للارتجاع بسبب حموضته الشديدة التي تقترب من حموضة عصارة المعدة، مما يجعل تناوله سواء في الطعام أو الشراب محفزًا للحرقة وتهيّج المريء والحلق. وتشير النتائج إلى أن المشكلة ليست في الطعم فحسب بل في تفاعل الحمض مع الإنزيمات الهاضمة التي قد تصبح نشطة عند ملامستها للمواد الحمضية، ما يعزز الالتهاب. كما تؤكد المعطيات أن الليمون ليس خيارًا آمنًا للمصابين بالارتجاع المزمن، وهو ما يستلزم الحذر وتعديل النمط الغذائي.
آلية تأثير الليمون
يتسبب ارتجاع المريء في صعود مزيج من حمض المعدة والإنزيمات الهاضمة إلى أعلى أجزاء القناة الهضمية، ما يؤدي إلى تهيّج الأغشية الحساسة في الحلق والحنجرة والجيوب الأنفية. ومن بين الإنزيمات، يعد البيبسين الأكثر خطورة لأنه يلتصق بنسيج الأنسجة ويمكن أن يستيقظ عند وجود مادة حمضية بسيطة. عند تناول قطرات من عصير الليمون أو مشروب يحتوي عليه، يستعيد البيبسين نشاطه ويبدأ تفكيك البروتينات في بطانة الأنسجة، وهو تفكيك يشبه الهضم الذاتي ويؤدي إلى تفاقم الالتهاب ويطيل زمن الشفاء.
ادعاءات التحول إلى قلوية غير مدعومة علميًا
يُشار إلى أن القول بأن الليمون يتحول داخل الجسم إلى مادة قلوية غير قائم على دليل علمي موثوق، إذ تقاس درجة الحموضة قبل الهضم ولا يمكن للليمون الحمضي أن يكوّن بيئة قلوية في الجهاز الهضمي. كما أن النصائح التي تشجع المصابين على إضافة العسل أو الماء معه ليست مدعومة بدراسات موثوقة وتنتشر كإشاعات عبر الإنترنت. وبناءً عليه يجب الاعتماد على استراتيجيات تقلل من البيئة الحمضية وتجنب المواد التي تفعّل البيبسين من جديد.
التأثيرات على الجهاز التنفسي
تشير المراجعات إلى أن الارتجاع قد يصل إلى الجهاز التنفسي العلوي ويؤثر في الحبال الصوتية والأنف والحنجرة وحتى الشعب الهوائية. في هذه الحالات يصبح الليمون أكثر خطورة لأنه يعيد تنشيط البيبسين العالق في أنسجة التنفس، مما يسبب بحة مستمرة وسعالًا وإحساسًا بوجود جسم غريب في الحلق. لذلك يعد الالتزام بالامتناع عن الليمون جزءًا أساسيًا من علاج الارتجاع التنفسي، ويفضّل تبني بيئة هضمية أقل حموضة.
بدائل آمنة للحصول على فيتامين C
يظن البعض أن الامتناع عن الليمون يحرمهم من فيتامين C الضروري للجهاز المناعي، لكنه يتوفر من مصادر آمنة مثل الفلفل الحلو والفراولة والمكملات الغذائية ذات الحموضة المحايدة. وهذه الخيارات توفر الفائدة الصحية دون إعادة تفعيل الحمض أو الإنزيمات الضارة. يراعى اختيار البدائل وفق الاحتياج الشخصي وتوجيه الطبيب المختص.
نصائح عامة لإدارة الارتجاع
تنصح الإرشادات الطبية بتقليل تناول الأطعمة عالية الحموضة والدسمة وتفادي المشروبات الغازية والمواد التي ترفع حموضة المعدة، بهدف خلق بيئة هضمية أقل حموضة وتجنب تفعيل البيبسين. ويهدف ذلك إلى تقليل الالتهاب وتخفيف أعراض الارتجاع في المريء والحلق. كما يستدعي التنفيذ اتباع خطة متكاملة تشمل نمط غذائي متوازن وتقييم طبي دوري.








