أعلن مركز GFZ Helmholtz لعلوم الأرض عن إصدار خريطة عالمية جديدة لإجهاد قشرة الأرض وتحديد أقرب مواقعها إلى الانهيار. تتضمن النسخة 100,842 مدخلاً للإجهاد، وهو أكثر من ضعف العدد المسجل في عام 2016. وتدار هذه المبادرة ضمن المركز بالشراكة مع جامعة كوينزلاند، وتُوجّه الخريطة الخيارات في علم الزلازل وتقدم إطاراً لتقييم المخاطر المرتبطة بتحركات القشرة. كما تسهم في توجيه التصميمات المتعلقة بمتطلبات الحفر والتخزين عبر تفهّم الإجهاد السائد وتوقع ما قد يتغير أثناء العمليات.
تعرض الخريطة قاعدة بيانات تُحدد اتجاه أقصى إجهاد أفقي SHmax، وهو الاتجاه الجانبي الذي يضغط الصخور أكثر من غيره. وتجمع القياسات من آبار جوفية، وبيانات زلزالية، واختبارات ميدانية ضمن إطار عالمي متسق. وتوضح الخريطة، باستخدام ألوان محددة، الصدع الطبيعي باللون الأحمر، وانزلاق الارتطام باللون الأخضر، والدفع باللون الأزرق، مع الإشارة إلى مكان الإجهاد المسيطر في كل منطقة. كما أضاف الفريق نحو 3000 بئر جوفية عميقة واعتمد كتالوجاً موحداً لبؤرة الزلازل، مع نظام جودة محسّن يحذف القياسات غير المؤكدة ويتيح تصفية مؤشرات غير مكتملة.
مفاجأة حوض بوين
في شرق أستراليا، تكشف شبكة آبار المناجم كثافة بيانات عن دوران حاد لـ SHmax بأكثر من 50 درجة ضمن مدى يقارب 62 ميلاً. ويستند هذا النمط إلى ورقة بحثية دقيقة، ويؤكد البحث أن الاختلافات الجانبية في خواص الصخور وتباين الكثافة قد تسبّب تحولات ملحوظة في اتجاه الإجهاد على مسافات قصيرة، مما يجعل فرضية قائمة منذ زمن قابلة للاختبار. وتفيد النتائج في توسيع فهم آليات تشكّل الإجهاد وتوجيه القياسات نحو مناطق أكثر أهمية للتحليل والتقييم.
الحفر والتخزين الآمن
تشير النتائج إلى أن الزلازل ليست حوادث طبيعية فحسب، فبعض الأنشطة البشرية مثل الحفر أو حقن السوائل قد تسهم في وقوعها في بعض الحالات. تبدأ إدارة المخاطر برسم خريطة مجال الإجهاد قبل حفر أي بئر، وذلك لتحديد المخاطر المحتملة وتوجيه الإجراءات الوقائية. عند عمق المستودع، تتضح أفضلية المسارات العمودية على SHmax في مقاومة التشقق مقارنة بالمسارات الموازية. كما يستخدم المشغّلون بيانات الإجهاد لتحديد تصميم التغليف وأوزان الطين، مما يقلل مخاطر الكسور والانسدادات والمسارات الجانبية المكلفة.








