توضح الدراسة أن النوم ليس مجرد وقت للراحة، بل هو توقيت يتحكم في يومك ومعالجة الجسم بشكل عميق. أعلنت مؤسسة النوم في يوليو 2025 أن النوم أقل من ست ساعات ليلاً بشكل منتظم قد يفاقم مخاطر الإصابة بمقدمات السكري أو المرض الناتج عنه مقارنة بمن ينامون سبع إلى ثماني ساعات. كما تؤكد النتائج أن الانتظام في النوم لمدة سبع إلى ثماني ساعات يساهم في تحسين التمثيل الغذائي والهضم ووظائف الجسم الأساسية. وتؤكد كذلك أن الخلل في التوازن الداخلي للجسم يظهر عندما يخرج النوم عن المستوى الأمثل، سواء بقلته أو زيادته.
أثر قلة النوم على الصحة
أظهرت الأبحاث أن النوم أقل من ست ساعات ليلاً لعدة أشهر يؤثر بشكل كبير على التمثيل الغذائي والشهية والذاكرة والصحة النفسية والهرمونات. كما يظهر ارتباط مباشر بين قلة النوم وارتفاع خطر الإصابة بمقدمات السكري أو النوع الثاني من السكري. وتوضح النتائج أن انخفاض ساعات النوم يغيّر طريقة تخزين الدهون في الجسم ومعالجة الجلوكوز واستجابة الأنسولين. وتبرز البيانات أن قلة النوم تترك أثرًا في الأداء اليومي وتزيد التعب والإرهاق وتقلل القدرة على التركيز.
أثر النوم الطويل قد يظهر عندما يتجاوز النوم الحدود الصحية، حيث ترتبط الدراسات بآثار سلبية على التمثيل الغذائي والالتهابات وصحة الدماغ. وتبيّن البيانات أن زيادة مدة النوم عن الحد الموصى به قد تترافق مع تغيرات في استقلاب الطاقة وتراجع تحمل الجلوكوز. كما أن الإفراط المستمر في النوم قد ينعكس سلباً على جودة النوم والوظائف الحيوية، مما يستدعي الانتباه إلى نمط النوم العام.
السمنة والتخزين الدهني
يرتبط النوم المفرط بزيادة مخاطر السمنة نتيجة لاضطرابات هرمونات الشهية والزيادة في الرغبة في تناول الطعام، إضافة إلى انخفاض جودة النوم وتغيرات في استقلاب الأنسولين. يؤدي ذلك إلى تراكم الدهون وتغير الوزن وتباطؤ عمليات الأيض مع مرور الزمن. وتؤثر هذه العوامل في الصحة العامة وتزيد احتمال حدوث مشاكل وزيادة الوزن.
أمراض القلب والسكتة الدماغية
تشير الدراسات إلى أن النوم الطويل يمكن أن يجهد القلب والأوعية الدموية، مع احتمال حدوث تصلّب الشرايين وارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. يساهم الالتهاب المزمن المصاحب للنوم الطويل في تفاقم هذه المخاطر مع مرور الوقت. وتؤكد البيانات أن تحسين جودة النوم وتقليل مدة النوم الطويلة يمكن أن يخفف بعض هذه المخاطر.
آلام الظهر والصداع
يمكن أن يسبب النوم الطويل أو البقاء في السرير فترات طويلة تصلب عضلات وتهابات في المفاصل، خصوصاً لدى المصابين بمشاكل في العمود الفقري أو التهاب المفاصل. كما أن الوضعية الخاطئة ونقص الحركة يضعف الدورة الدموية ويزيد آلام الظهر. إضافة إلى ذلك، قد يسبب النوم الطويل صداعاً نتيجة تغيّرات في السيروتونين وإيقاع النوم والاستيقاظ.
نصائح للنوم الصحي وتجنب المشاكل
النوم لمدة سبع ساعات على الأقل هو المدى المثالي لمعظم البالغين، وهو يساعد في الوقاية من مشاكل التمثيل الغذائي والهضم. وتبين البيانات أن الانتظام في النوم من 7 إلى 8 ساعات يومياً يعزز صحة الجهاز الهضمي والتوازن الأيضي في الجسم. كما يشير الخبراء إلى أن النوم المفرط بشكل متكرر قد يكون علامة على وجود سبب صحي آخر، لذا من المهم استشارة المختص في حالة استمرار النوم الطويل.
