رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

خطوة بخطوة نحو الشفاء … هند جاد تتحدث عن أصعب الحالات وكيف تتعامل معها

شارك

منذ تخرجها من كلية العلاج الطبيعي عام 2017، استطاعت الأخصائية هند جاد أن تبني مسيرة مهنية مميزة بين مصر والإمارات، جمعت خلالها بين الخبرة العملية في بيئة محدودة الموارد والدقة التقنية في منظومة صحية متطورة. في هذا الحوار، تكشف هند عن تجربتها، رؤيتها للعلاج الطبيعي، أهم الحالات التي تتعامل معها، وأسلوبها العلاجي الذي يجمع بين العلم والإحساس الإنساني.

بدايةً… عرفينا بنفسك؟

أنا هند جاد، مصرية، متزوجة ولدي طفلة واحدة. تخرجت من كلية العلاج الطبيعي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا عام 2017.

كيف بدأت مسيرتك المهنية في مجال العلاج الطبيعي؟

منذ تخرجي بدأت رحلتي في المجال بشغف كبير لفهم جسم الإنسان ومساعدة المرضى على استعادة قدراتهم الحركية. عملت في مصر بين 2017 و2021 في مراكز خاصة ومستشفيات حكومية مثل مستشفى القاهرة الجديدة، واكتسبت خلالها خبرة قوية خاصة في إصابات الأعصاب والعظام.

ما الذي اكتسبته من العمل داخل مصر؟

بيئة العمل في مصر تعتمد بشكل كبير على الاجتهاد الشخصي والمهارات الإكلينيكية الدقيقة بسبب محدودية الإمكانيات. ورغم ذلك، الكفاءات عالية جدًا، وهذه التجربة منحتني أساسًا مهنيًا قويًا وشكلت شخصيتي العلاجية.

متى انتقلتِ إلى الإمارات؟ وكيف أثّر هذا الانتقال على تطورك؟

انتقلت إلى الإمارات عام 2022، وهناك توسعت خبرتي بشكل كبير. بيئة العمل هنا متنوعة جدًا من حيث الثقافات والحالات الطبية، والاعتماد على أحدث التقنيات ساعدني على تطوير أسلوبي العلاجي بشكل متوازن يجمع بين الإنسانية والدقة العلمية.

ما أبرز الفوارق التي لاحظتها بين العمل في مصر والإمارات؟

الفارق الواضح هو الإمكانيات ووعي المرضى. في مصر الموارد محدودة نسبيًا والوعي بدور العلاج الطبيعي لا يزال يتطور، بينما في الإمارات الإمكانيات متقدمة جدًا والمرضى لديهم إدراك واضح لأهمية العلاج الطبيعي كجزء أساسي من خطة العلاج.

ما أكثر الحالات التي تتعاملين معها في عملك اليومي؟

أغلب الحالات تتعلق بآلام المفاصل والعمود الفقري، خاصة إصابات الركبة والكتف وآلام أسفل الظهر الناتجة عن الجهد أو الرياضة. أؤمن بأن فهم المريض نفسيًا قبل تقييم حالته جسديًا هو مفتاح التعافي.

كيف تختارين التقنية المناسبة للعلاج؟

يعتمد اختياري على تقييم شامل لسبب الألم وشدته واستجابة المريض. أستخدم العلاج اليدوي لتحسين الحركة، والإبر الجافة للحالات العضلية المزمنة، والحجامة الجافة في حالات الشد العضلي وضعف الدورة الدموية. المهم أن تكون الخطة مرنة ومتكاملة.

ذكرتِ أنك درستي دبلومة OMTA… كيف أثّرت على أسلوبك؟

دبلومة العلاج اليدوي OMTA غيرت أسلوبي تمامًا. أصبحت أقرأ حركة الجسم بدقة وأتعامل مع مصدر الألم الحقيقي وليس الأعراض فقط. هذا جعل علاقتي بالمريض أقرب ونتائج العلاج أسرع وأكثر استدامة.

ما أبرز الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المرضى؟

من الأخطاء الشائعة:

  • تجاهل الألم أو علاجه بطرق عشوائية.
  • الاعتماد على المسكنات بدون معرفة السبب.
  • اللجوء للراحة التامة في غير موضعها.
  • ممارسة التمارين بدون إشراف مختص.

الجسم يتحدث من خلال الألم، ودورنا فهم الرسالة قبل أن تصبح الحالة مزمنة.

هل لاحظتِ زيادة في إصابات الملاعب بالإمارات؟

نعم، مع تزايد النشاط الرياضي زادت إصابات الركبة والكاحل وإصابات العضلات. والوقاية تبدأ بالإحماء الصحيح، وتقوية العضلات، والتقنيات السليمة أثناء التمارين، بالإضافة إلى الفحص المبكر لأي ألم.

ما مدى أهمية الدعم النفسي في العلاج من وجهة نظرك؟

الجانب النفسي لا يقل أهمية عن الجسدي. أركز مع مرضاي على خطوات صغيرة قابلة للتحقيق، وأمنحهم شعورًا بالأمل والثقة بأن التحسن ممكن، لأن الدعم النفسي عنصر مهم في التعافي.

كيف ترين تطور خدمات العلاج الطبيعي في الإمارات؟

الخدمات تطورت بشكل كبير. هناك أجهزة حديثة، بروتوكولات دقيقة، ووعي مرتفع من المرضى. الدولة تسير نحو المزيد من التخصص والاحترافية، مع تدريب مستمر للكادر الطبي.

ما طموحاتك المستقبلية؟

أسعى لمواصلة التطور المهني ونقل خبرتي للآخرين عبر ورش وبرامج توعية. كما أن فكرة إنشاء مركز خاص بي موجودة ضمن خططي المستقبلية، ليكون مكانًا يقدم تجربة علاجية شاملة تراعي الجسد والنفس.

 أين تعملين حاليًا؟ وما طبيعة الحالات التي تستقبلينها؟

أعمل في مستشفى أوريانا، حيث نقدم علاجًا طبيعيًا شاملًا للمرضى بعد الإصابات أو العمليات. نتعامل مع إصابات رياضية، آلام المفاصل، آلام العمود الفقري، وحالات التأهيل بعد الجراحة، وفق بروتوكولات حديثة وأجهزة متطورة.

مقالات ذات صلة