رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

الإمارات تقود المشهد العربي في «مؤشر المعرفة 2025»

شارك

أعلنت قمة المعرفة في اليوم الأول من فعاليات الدورة العاشرة التي افتتحت صباح اليوم في دبي عن نتائج تقرير مؤشر المعرفة العالمي 2025، حيث رسّخت دولة الإمارات صدارتها الإقليمية بحلولها في المركز الأول عربياً ضمن المؤشر، مؤكدة ريادتها في بناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار ورأس المال البشري.

واستقر ترتيب الإمارات عالمياً في المركز السادس والعشرين من أصل 195 دولة شملها المؤشر، فيما حلّت سويسرا في المركز الأول عالمياً، تليها سنغافورة ثم السويد والدنمارك وهولندا.

وجاءت الإمارات في المحاور الأساسية في مراكز متقدمة، فحلّت في المركز الخامس في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وفي المركز الثالث عشر في الاقتصاد، وفي المركز الثالث والثلاثين في التعليم التقني والتدريب المهني والتعليم العالي، وفي المركز الخامس والثلاثين في البحث والتطوير والابتكار، وفي المركز السابع والأربعين في البيئة والمجتمع والحوكمة، وفي المركز الثاني والثلاثين في التعليم قبل الجامعي.

وأكّدت الإمارات أداءً لافتاً في مؤشرات فرعية عدة، أبرزها المركز الأول عالمياً في مخرجات الاقتصاد، والمركز الثاني في بيئة التعلّم في التعليم قبل الجامعي، والمركز الثاني في الاتصال ضمن محور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والمركز الحادي عشر عالمياً في نتائج التعليم التقني والمهني والتعليم العالي.

أشار الدكتور هاني تركي إلى أن أكبر التحديات التي تواجه الدول لبناء اقتصاد معرفي مستدام تتمثل في ضعف الاستثمار في منظومات البحث والتطوير والابتكار، وأن الفجوة بين ما تحتاجه الدول لزيادة تنافسيتها وبين الموارد المخصصة فعلاً للبحث تظل واسعة. وأوضح أن الابتكار قاعدة مركزية في الاقتصاد المعرفي يحدد قدرة الدول على إنتاج المعرفة وتحويل الأفكار إلى منتجات وخدمات وتقنيات تخلق قيمة مضافة، وأن أي تأخّر في تبنّي سياسات بحثية واضحة وتمويل مستدام للابتكار ينعكس مباشرة على الأداء الاقتصادي وعلى قدرة الدول على اللحاق بركْب الثورة الصناعية الرابعة.

ولفت إلى أن الاهتمام بالتعليم التقني والمهني لا يزال دون المستوى المطلوب رغم كونه أحد أهم المسارات المرتبطة بالثورة التكنولوجية وسوق العمل المستقبلي، مشيراً إلى أن هذا النوع من التعليم يُعد ركيزة أساسية في الاقتصادات المعرفية لأنه يرفد القطاعات الإنتاجية بالمهارات المتخصصة، ويخلق جيلاً مؤهلاً لاستخدام التقنيات المتقدمة، ويعزز الإنتاجية ويقلّص الفجوات بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق. وأكّد أن الدول العشر الأولى في المؤشر تكاد تكون جميعها من دول OECD باستثناء سنغافورة، وأن على الدول العربية تبني سياسات أكثر طموحاً وتكاملاً للالتحاق بالمراكز العشرة الأولى عالمياً.

المعرفة أداة الإنتاج

أشار التقرير إلى أن المعرفة تجاوزت دورها كأداة للتطور لتصبح المحرك الأساسي للاقتصاد ومحور التحول في المجتمعات.

وتوضح الدراسات أن الدول التي استثمرت بعمق في منظومات البحث العلمي والابتكار الرقمي حققت معدلات إنتاج معرفي تفوق المتوسط العالمي بنحو 35%، ما يؤكد أن رأس المال المعرفي أصبح العنصر الأهم في بناء الثروة الوطنية وتعزيز تنافسية الاقتصادات الحديثة.

وفي الوقت ذاته، تشهد البشرية تقدماً تقوده الثورة الصناعية الرابعة، في قلبها الذكاء الاصطناعي، الذي لم يعد مجرد أداة تقنية، بل أصبح إطاراً أساسياً لإنتاج المعرفة وتنظيمها وتوظيفها.

ويعيد الذكاء الاصطناعي اليوم تعريف العلاقة بين الإنسان والمعرفة، ومن يملك القدرة على التكيف والإبداع.

مقالات ذات صلة