رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

من الأدوية إلى الغذاء: خطة علاج الخرف وتقليل الأعراض

شارك

يؤكد هذا النص أن الخرف يظهر بأشكال متعددة، وتختلف مساراته في الشدة والتطور، لكن القاسم المشترك هو التأثير العميق على الذاكرة والسلوك والقدرة على أداء الأنشطة اليومية. وتشير النتائج إلى أن غياب علاج يعيد الدماغ إلى وضعه الطبيعي، لكن الطب الحديث يوفر وسائل لتخفيف الأعراض وبطء التدهور الإدراكي، مما يمنح المريض ومقدم الرعاية قدرة أعلى على التكيف مع الواقع الصحي. كما يُبرز أن العلاج يعتمد على مزيج من الأدوية والإجراءات السلوكية ودعم البيئة المحيطة وتعديل نمط الحياة للحد من تفاقم الحالة.

العلاج الدوائي والدعم الذهني

تبدأ الخطة عادةً بعقاقير مصممة لتعزيز الاتصال بين الخلايا العصبية داخل الدماغ، وتستخدم هذه الفئة في العديد من أنواع الخرف، خاصة الزهايمر والخرف الوعائي. تعمل هذه الأدوية على دعم الذاكرة والانتباه والتفكير، لكنها لا توقف التدهور بشكل نهائي. يقيّم الطبيب استجابة المريض بشكل دوري، ثم يعدل الجرعات أو يضيف فئة دوائية جديدة عند الحاجة.

استهداف بروتين الأميلويد

شهدت السنوات الأخيرة ظهور أدوية تستهدف تراكم بروتينات غير طبيعية في الدماغ، وتُعطى عادة في مراحل مبكرة من الزهايمر. تشير النتائج إلى أنها تبطيء التدهور بنطاق محدود، لكنها تتطلب متابعة دقيقة باستخدام تصوير الدماغ لأنها قد تسبب تورماً أو نزفاً في بعض الحالات. وتُعد هذه العلاجات خطوة نحو معالجة السبب الجذري إلى جانب علاج الأعراض، لكنها ليست حلاً نهائياً في الوقت الراهن.

التعديلات اليومية والوقاية

يرتبط الخرف ارتباطاً وثيقاً بنمط الحياة، لذا تُظهر الإرشادات أهمية الحفاظ على وزن صحي، والسيطرة على السكري والضغط، والابتعاد عن التدخين كعوامل تقلل من مخاطر التدهور السريع. وتبين الدراسات أن النشاط البدني المنتظم يزيد تدفق الدم إلى الدماغ، ويدعم الذاكرة. كما يسهم الاستمرار في أنشطة ذهنية مثل حل الألغاز وتعلم مهارات جديدة في تعزيز احتياطي الدماغ المعرفي.

النوم والوقاية من الإصابات

يُشير إلى أن النوم الكافي ليلاً يساعد الدماغ على التخلص من البروتينات المتراكمة، كما أن حماية كبار السن من السقوط وإصابات الرأس أمر مهم للحفظ على القدرات الإدراكية. وتستند البرامج الوقائية إلى تعديل البيئة المنزلية لتقليل مخاطر الإصابة. وتؤدي عادات النوم المنتظمة إلى تقليل الاضطرابات خلال الليل وتحسين اليقظة اليومية.

التغذية والدعم غير الدوائي

تشير الدراسات إلى أن اتباع نظام غذائي نباتي مع تقليل الدهون المشبعة قد يساهم في الحفاظ على الإدراك. وتبرز حمية MIND كنهج يجمع مزايا النظامين المتوسطي وDASH، وتتركز على أطعمة داعمة للدماغ مثل التوت والخضراوات الورقية وزيت الزيتون. إضافة إلى ذلك، يساهم التفاعل مع برامج التحفيز الذهني والتدريب السلوكي في إبقاء الدماغ نشطاً وتحسين جودة الحياة من خلال جلسات جماعية وأنشطة محددة.

التدخل المهني والتعامل مع التغيرات السلوكية

يستفيد كثير من المرضى من جلسات علاجية تهدف إلى تبسيط المهام اليومية وتعديل المنزل ليكون أكثر أماناً. وبالنسبة لخرف جسم لوي أو الخرف الحركي، يخصص لهم علاج وظيفي وبدني يساعدان على الحركة والتوازن وتخفيف خطر السقوط. قد تظهر لدى بعض المرضى تغيرات سلوكية كالققل أو الهياج أو اضطرابات النوم، وتُستخدم استراتيجيات بيئية وتدخلات سلوكية وتُقَدَّم أدوية بحذر عند الضرورة بسبب مخاطرها.

إدارة الأمراض المصاحبة

تفاقم أمراض مثل السكري وارتفاع الضغط والكوليسترول من شدة التدهور الإدراكي، لذا يعتمد كثير من الأطباء على خطة متكاملة تعالج هذه الحالات بالتوازي مع الخرف. يهدف ذلك إلى تحقيق أفضل النتائج الممكنة وتحسين نوعية الحياة للمرضى ومقدمي الرعاية. ويظل المتابعة الدقيقة وتنسيق الرعاية من العوامل الأساسية في هذه الخطط العلاجية.

مقالات ذات صلة