توضح الجهة الصحية أن زراعة الكبد تصبح خيارًا علاجيًا ضرورياً في حالات مرض كبدي شديد يعجز فيه الكبد عن أداء وظائفه الأساسية نتيجة تليف كبد، أو التهاب كبد مزمن، أو مرض الكبد الدهني، أو فشل كبدي حاد. ويُجرى تقييم دقيق من الأطباء يشمل الأعراض، وتحاليل الدم، ونتائج التصوير، ودرجة MELD، والصحة العامة قبل التوصية بالزراعة. ويهدف التقييم إلى تحديد أهلية المريض وتحضير الجسم لاستقبال الكبد الجديد.
متى تصبح الزراعة ضرورية
يعلن الأطباء عادة أن الزراعة تصبح خيارًا ضرورياً عندما يتضرر الكبد لدرجة تمنعه من أداء وظائفه الحيوية بشكل موثوق. ويرجع ذلك غالبًا إلى تليف الكبد، أو التهاب الكبد المزمن، أو مرض الكبد الدهني، أو فشل كبدي حاد. كما ينظر الأطباء في العوامل الأخرى مثل العمر، والصحة العامة، والنتائج المختبرية والتصوير قبل اتخاذ القرار.
أعراض دالة على الحاجة للزراعة
يُعتبر اليرقان الشديد المستمر علامة خطيرة على ضعف وظائف الكبد. يتجلى الاصفرار في الجلد والعينين، وقد يكون مصحوباً بول داكن وبرازاً فاتح اللون. مع تقدم الحالة، يشعر المصاب بتعب مستمر وتورم في البطن وفقدان للشهية. إذا استمر اليرقان وتفاقم مع مرور الوقت، فقد يحتاج الشخص إلى تقييم لزرع الكبد.
يُعد الاستسقاء تراكماً غير عادي للسائل في البطن من أكثر المضاعفات شيوعاً لتلف الكبد، ويظهر كمنتفخ في البطن وصعوبة في التنفس وزيادة الوزن بشكل سريع. يرافقه غالباً الشعور بالامتلاء وعدم الراحة ويزيد خطر العدوى. عندما لا يستجيب الاستسقاء للعلاج أو يتكرر، يزداد احتمال النظر في إجراء الزراعة.
يحدث اعتلال الدماغ الكبدي عندما تتراكم السموم في الدم وتؤثر في وظائف الدماغ، وتتراوح شدته من الارتباك الخفيف إلى فقدان الاتجاه وربما الغيبوبة في الحالات الشديدة. تظهر أعراض مثل النسيان وتغير المزاج وارتعاش اليد. مع تكرار هذه الحالات أو تفاقمها، يزداد التفكير في خيار الزرع كخطة علاجية.
تضعف العدوى المتكررة أو الشديدة جهاز المناعة في مرضى الكبد، فتظهر عدوى بكتيرية أو التهابات جلدية أو تنفسية متكررة أو مضاعفات كلوية. وجود عدوى مستمرة تتطلب دخول المستشفى يشير إلى أن الكبد لم يعد قادراً على دعم وظائف المناعة الطبيعية، وهو ما يدفع إلى التقييم لزراعة الكبد كخيار علاجي.
يعد نزيف الجهاز الهضمي من أخطر مضاعفات تليف الكبد، ويظهر غالباً كدوالي مريئية أو معدية قد تتمزق مسببةً نزيفاً حاداً. من علامات التحذير القيء الدموي والبراز الداكن والدوخة أو الإغماء. تكرر النزيف يعكس تدهوراً خطيراً في وظائف الكبد ويستلزم تقييمًا عاجلاً للزراعة.
فشل الكبد الحاد يحدُث بسرعة خلال أيام أو أسابيع، وقد يعود سببها إلى التهاب كبدي فيروسي، أو تعاطي مخدرات، أو التهاب كبدي مناعي ذاتي، أو اضطرابات وراثية أو أيضية. تتطلب الحالات الشديدة من فشل الكبد الحاد تقييمًا عاجلًا لتحديد أهلية الزراعة وما إذا كان الجسم يستطيع تحمل الكبد الجديد. يتم التركيز في هذه الحالات على سرعة التقييم واتخاذ القرار العلاجي المناسب.
استشر الطبيب المختص فور ظهور علامات شديدة مثل اليرقان المستمر أو انتفاخ البطن أو الارتباك أو نزيف الجهاز الهضمي، حيث يساعد التقييم المبكر في تحسين النتائج وتحديد مدى الحاجة إلى علاج متقدم أو أهلية لعملية الزرع.








