رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

نهيان بن مبارك يطلق مبادرة التسامح والتعايش في عصر الذكاء الاصطناعي

شارك

أعلنت وزارة التسامح والتعايش بدء العمل فوراً في مشروعها الأبرز خلال المرحلة المقبلة، وهو مشروع «التسامح والتعايش في عصر الذكاء الاصطناعي»، مؤكدةً أن هذا المشروع يتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة في الاستفادة الكاملة من معطيات العصر وتوقعات المستقبل، ليكون لدولة الإمارات دور فاعل في إنجازات التقدم العالمي.

وأشار معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في المؤتمر الصحفي الذي نظمته الوزارة بحضور سعادة عفراء الصابري مدير عام الوزارة وعدد من القيادات الإعلامية إلى خطط الوزارة المستقبلية واعتمادها تقنية الذكاء الاصطناعي في جميع مبادراتها وبرامجها على مدار العام.

وتطرّق المؤتمر إلى أن مشروع «التسامح والتعايش في عصر الذكاء الاصطناعي» يهدف إلى تعزيز قيم التسامح والتعايش لدى جميع أفراد المجتمع وتوثيق العلاقات مع العالم، مع الإشارة إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي ستسهم في التعارف بين الناس وتوفير قنوات الحوار والتواصل وتمكينهم من العمل المشترك والتعلم الذاتي والتطور المستمر.

أهداف ومجالات المشروع

على مستوى المجتمع، سيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تعزيز الكفاءة والفاعلية في عمل المؤسسات وتوفير فرص التعلم المشترك وتبادل الخبرات وتنفيذ مبادرات في التسامح والتعايش لخدمة البيئة والمجتمع.

على المستوى الوطني ستوضح تقنيات الذكاء الاصطناعي العلاقة بين التسامح والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز هذه العلاقة على أرض الواقع، كما ستبني علاقات قوية مع الجاليات الأجنبية والمؤسسات العامة والخاصة والدعاة والمجتمع المدني وتدعم الشراكات من أجل الخير للجميع.

وعلى مستوى العلاقات مع العالم ستُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعريف العالم بالنموذج الرائد للإمارات في التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، إضافة إلى بناء تعاون وتنسيق عبر الحدود والمسافات، مع الالتزام بتحديد العلاقة بين التسامح والذكاء الاصطناعي والحفاظ على القيم الإنسانية وضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي ذكاءً أخلاقياً يحمي الحقوق ويعزز السلوك القويم.

الاعتبارات الأخلاقية والمخاطر والتوازن

أكدت الوزارة وعيها بالمنافع الكبيرة للذكاء الاصطناعي وفي الوقت نفسه إحاطتها بمخاطر الاستخدام غير الجيد، مع استعدادها لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق المنافع وتلافي المخاطر وتطوير قدرات المجتمع على التعامل معه بوعي وذكاء، مع التطرق إلى اعتبارات أساسية تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المشروع.

أوضح معاليه أن الوزارة سترسم نموذجاً وقدوة في استخدام الذكاء الاصطناعي لخدمة الجميع باحترام ورحمة وكرم واهتمام بمشاعر الآخرين، ملتزمة بأن يكون الذكاء الاصطناعي أداة لتأكيد مبادئ المحبة والنزاهة ونبذ العنف والكراهية وتجنب أي تمييز بين الأفراد والجماعات، مع توجيه الاستخدام نحو التعارف والحوار والعمل المشترك كركائز للنموذج الإماراتي في التسامح والتعايش.

الشراكات والتطبيقات والمخرجات القادمة

وأشار المعنيون إلى أن المشروع سيشهد استخداماً مُبدعاً للتقنيات المتاحة في الذكاء الاصطناعي، حيث يتم بناء أدوات تتوافق مع الأهداف وتوضح قدرة الوزارة على حماية المجتمع من المخاطر وتحصينه في مواجهة التغيرات المتلاحقة.

وتتيح الوزارة استخدام الذكاء الاصطناعي في جمع وتحليل البيانات، بما في ذلك محتويات وسائل التواصل، ونشر النتائج على نطاق واسع، مع وضع «صديق رقمي» يقدم النصائح ويساعد في بناء الثقة والتفاؤل بمسيرة الدولة وبالسلوك القويم لدى المواطنين من خلال معارف موثوقة.

وستسهم هذه التقنية في توسيع نطاق خدمات الوزارة وتعاونها مع المهتمين بالتسامح والتعايش داخلاً وخارج الدولة، إضافة إلى دعم التحالف الدولي للتسامح الذي ترعاه الوزارة كمنصة تجمع دعاة التسامح والتعايش في العالم.

كما أكدت الوزارة أنها ستطور 12 تطبيقاً للذكاء الاصطناعي تغطي جميع أوجه العمل وتستهدف فئات السكان المختلفة وتكون متاحة محلياً وعالمياً، وتكون أدوات للتعلم المستمر والإبداع في مجالات التسامح والتعايش، وتدعم الثقافة والتراث والهوية الوطنية وتدعم العلاقات العالمية وتتيح تبادل الخبرات في المجال الرقمي، إضافة إلى بناء قواعد معلومات وتحليلها والاستفادة منها قدر الإمكان.

ختاماً، تبقى رسالة الوزارة أن الذكاء الاصطناعي أداة مهمة في هذا العصر، وتلتزم باستخدامه لتعزيز السلام والوفاق والحفاظ على القيم الإنسانية في كل مكان، وتطمح لأن تظل ثقة المجتمع في تطبيقاتها مرتفعة، بما يسهم في كفاءة وفاعلية العمل وخدمة المجتمع في دولتنا العزيزة.

مقالات ذات صلة