أعلن باحثون من جامعة كيرتن في أستراليا أن تناول حمض الفوليك قبل الولادة ومكملات الفيتامينات المتعددة يرتبط بانخفاض خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد لدى الأطفال بنحو 30%، وذلك استناداً إلى مراجعة شاملة للمراجعات المنهجية والتحليلات التلوية المتاحة. شملت المراجعة ثماني مراجعات منهجية وتغطي عينات تراوحت من 4,514 إلى نحو مليون مشارك. تشير التقديرات العالمية إلى أن انتشار اضطراب طيف التوحد يصل إلى نحو 1% من الأطفال، وهو يؤثر في التفاعل الاجتماعي والتواصل وتكوين العلاقات، كما ترافقه حالات مثل الصرع والاكتئاب والقلق واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط واضطرابات النوم.
الخلفية العلمية
تشير الخلفية إلى أن العوامل الوراثية والتغيرات البيئية تساهم في خطر اضطراب طيف التوحد، وأن التغذية قبل الحمل عامل قابل للتعديل. يعد حمض الفوليك ومكملات الفيتامينات المتعددة من بين التدخلات الأكثر فاعلية المتاحة للنساء قبل الحمل وأثناءه. يدعم حمض الفوليك عمليات ميثلة DNA وتنظيم الجينات وتكوين الدماغ، وتُسهم الفيتامينات المتنوعة في تعزيز التوازن المناعي وتعديل الالتهابات واستقلاب النواقل العصبية، مما يوفر بيئة غذائية مناسبة للنمو العصبي للجنين وربما يقلل من مخاطر ASD.
النتائج والتقديرات
أشارت المراجعات الثمانية إلى وجود نمط عام يشير إلى انخفاض الخطر المرتبط بتناول الأم حمض الفوليك قبل الولادة أو مكملات الفيتامينات المتعددة. أشارت ست مراجعات إلى ارتباط انخفاض الخطر، في حين لم تصل مراجعتان إلى وجود ارتباط واضح مع اختلافات في التصميم والجرعة وتوقيت التعرض وطرق تشخيص ASD. تراوحت نسب الأرجحية من 0.57 إلى 0.91، وبلغ الانخفاض الإجمالي في الخطر نحو 30% عند التعرض قبل الولادة وبداية الحمل. عند تحليل المجموعات الفرعية، ارتبطت مكملات الفيتامينات المتعددة بانخفاض الخطر بنحو 34%، بينما ارتبطت مكملات حمض الفوليك وحدها بنحو 30%.
التوصيات والتوجهات العملية
ويُعد هذا النمط من النتائج داعماً لدمج حمض الفوليك ومكملات الفيتامينات المتعددة في الروتين قبل الحمل وبداية الحمل المبكرة. وتؤكد النتائج أهمية مراعاة الجرعة والتوقيت ومدّة التعرض، مع الحاجة إلى توحيد تعريفات القياس في الدراسات القادمة. كما تبرز الحاجة إلى دراسات عالية الجودة لفهم الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذه العلاقة وتأكيدها عبر فئات سكانية مختلفة.
