رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

هل يربى الذكاء الاصطناعى طفلك دون أن تشعرى؟ روبوتات داخل الألعاب

شارك

تؤكد التقارير أن الذكاء الاصطناعي لم يعد حاضرًا فقط في تطبيقات البالغين، بل أصبح جزءًا متغلغلًا في عالم الأطفال من خلال الألعاب الإلكترونية. تتغير الشخصيات التي كانت مجرد رسوم أو عناصر مسلية اليوم إلى روبوتات دردشة تتفاعل مع الطفل بشكل حي. تستخدم هذه الروبوتات أساليب تفاعل تلقائية وتوجيه قرارات اللعب دون علم الأهل، وهو ما يفتح بابًا للمساءلة حول الخصوصية والتربية.

التأثير على الثقة والصورة الذاتية

يحث خبراء التربية على أن التفاعل المصمم آليًا مع الروبوتات قد يؤثر في بناء شخصية الطفل. يجد الطفل نفسه في وضع يخلط بين العلاقات الواقعية وطرق التواصل الآلية التي لا تتطلب انتظارًا أو ردود إنسانية. قد يؤدي ذلك إلى صورة ذاتية غير واقعية أو اعتماد زائد على التحفيز الرقمي وتقديره للذات بناءً على استجابات الآلة فقط.

كيف يؤثر الروبوت في سلوك الطفل

يمكن أن يغيّر الروبوت سلوك الطفل بطرق قد لا يلاحظها الأهل. في الألعاب التجارية، قد يركز على زيادة مدة اللعب أو دفع الطفل لشراء عناصر داخل اللعبة. تستخدم الروبوتات خوارزميات تعرف نقاط ضعف الطفل وما يجذبه لتوجيه قراراته بشكل مبالغ فيه.

الخصوصية والبيانات

تجمع روبوتات الدردشة بيانات الأطفال بشكل مستمر، بما في ذلك ما يقولونه ومخاوفهم وما يحبونه وكيف يتصرّف داخل اللعبة. وتُستخدم هذه البيانات لتحسين الألعاب وفي بعض الحالات تتم مشاركتها مع جهات تجارية لأغراض تحليلية، ما يجعل حماية البيانات قضية أساسية للأسر. تمتاز هذه التحديات بوجود مخاطر محتملة تتعلق باستغلال البيانات وتفاقم قضايا الخصوصية إذا لم يكن هناك إشراف كافٍ.

كيف تحمين طفلك

توضح الإرشادات أن معرفة الألعاب التي يلعبها الطفل وتحديد وجود روبوتات دردشة داخلها يساعد الأسرة في اتخاذ قرارات مناسبة. وتؤكد أيضًا أهمية فتح حوار يومي مع الطفل حول ما يحدث داخل اللعبة ومع من يتحدث. كما يجب وضع حدود زمنية للعب ومراجعة إعدادات الخصوصية بشكل دوري وتعليم الطفل الفرق بين الإنسان والروبوت بطريقة بسيطة.

خلاصة وتوصيات للمستخدمين

يبقى وعي الأهل خط الدفاع الأول لضمان أن تظل الصديقة داخل اللعبة مجرد شخصية افتراضية بلا دور تربوي يتسلل إلى حياة الطفل بدون قصد. لا يعني وجود روبوتات دردشة داخل الألعاب أنها خطر مطلق، لكنها ليست بريئة أيضًا ويستلزم التعامل معها بحذر. يسهم التوازن بين التفاعل الرقمي والتجارب الواقعية في التربية في حماية صحة الطفل النفسية وتطوير علاقة آمنة مع التقنية.

مقالات ذات صلة