رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

نهيان بن مبارك: الذكاء الاصطناعي يختبر قدراتنا في الحفاظ على القيم الإنسانية

شارك

شدد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، على أهمية وجود أساس متين من الأخلاق والقيم الإنسانية في كل مراحل إنتاج وتطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتأكد باستمرار من أن هذه التقنيات تخدم المصلحة العامة وتبتعد تماماً عن تسهيل أي تلاعب أو تزوير أو نشر للإشاعات والأخبار الكاذبة.

أكد في حوار مع البيان على ضرورة وجود تعاون وثيق بين الحكومات وجهات التعليم وشركات التقنية ومؤسسات المجتمع، بهدف الالتزام بميثاق واضح للقيم والمبادئ يكفل لهذه التقنيات أن تكون أداة لتحسين نوعية الحياة للجميع.

تؤكد الوزارة أن الذكاء الاصطناعي ليس غاية في حد ذاته، وإنما وسيلة وأداة لأداء عملها في تأكيد معاني التعايش والأخوة والحفاظ على الهوية الوطنية، وكذلك تقوية الأساس الأخلاقي والسلوكي في المجتمع.

أشارت إلى أن الوزارة وضعت خطة لنشر قيم التسامح والتعايش، خاصة بين الشباب، ترتكز على بناء ألعاب إلكترونية وأخذ مفهوم الصديق الرقمي كأدوات تعليم وتدريب، وتقديم برامج التسامح والتعايش بشكل جذاب.

أوضح المعالي أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة فعالة لتحقيق الاتحاد والسلام والوفاق في المجتمع، ولكنه يمكن أيضاً أن يكون أداة لإحداث الفرقة والصراع إذا استُخدم بشكل يفرّق الناس.

أضاف أن الاستخدام السيئ للذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تعميق الانقسامات ونشر الإشاعات والكاذبات وربما التفرقة والتحيز في معاملة الناس، وهذه مخاطر تهدد النسيج الاجتماعي وتجعله صعباً في تطبيق مبادئ التسامح والتعايش.

نعمل على مواجهة هذه الأخطار من خلال تأسيس أساس متين من الأخلاق والقيم الإنسانية في كل مراحل الإنتاج والتطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع التأكد المستمر من أن هذه التقنيات تخدم المصلحة العامة وتبتعد عن أي تلاعب أو تزوير أو فساد.

ناشدة الوزارة التعاون الوثيق بين الحكومات وجهات التعليم وشركات التقنية ومؤسسات المجتمع للالتزام جميعاً بميثاق واضح للقيم والمبادئ، بما يكفل لهذه التقنيات أن تكون أداة لتحسين نوعية الحياة للجميع.

أشار إلى أن الإمارات، بفضل توجيهات القيادة الرشيدة، مستعدة لأداء دورها مركّزاً على أن تكون الأخلاق الكريمة والقيم الإنسانية والسلوك المنضبط عوامل أساسية في تطوير واستخدام الابتكارات كافة.

يمثل التقدم والنجاح في هذا المجال اختباراً لقدرات البشرية على الحفاظ على القيم الإنسانية في عالم يتسم بالتغير السريع، وفي الوقت نفسه فرصة لبناء علاقات أقوى بين الناس وتحقيق التقارب والتفاهم بينهم.

أعلن عن مشروع الوزارة “التسامح والتعايش في عصر الذكاء الاصطناعي”، وهو مشروع يهدف إلى تعزيز مبادئ التكافل والتراحم والتعارف والحوار عبر استخدام الذكاء الاصطناعي.

تستخدم الوزارة الذكاء الاصطناعي للتعرف إلى أنماط السلوك في المجتمع والإحاطة بعناصر الاتحاد والتآلف فيه، ثم الاعتماد على أدوات رقمية تشجع السلوك القويم والتواصل الإيجابي بين الجميع.

نعمل أيضاً على ربط المدارس والجامعات وأماكن تجمع الشباب لتكون جزءاً من شبكة تعاون وتشارك معرفي منسجمة مع أهداف المشروع.

نبني شراكات فعالة مع المؤسسات العالمية لتعريف العالم بالنموذج الإماراتي الرائد في التعايش والتسامح وتعاون وتنسيق معهم.

نسعى إلى أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة لتعزيز قيم التكافل والتراحم والتعارف والحوار، وتأكيد مكانة هذه القيم في مسيرة المجتمع.

نؤكد أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون ذكاءً أخلاقياً يحمي الحقوق ويعزز مبادئ الأخلاق والسلوك القويم، مع حفظ الحياة واحترام كرامة كل إنسان.

نحرص في الإمارات على أن تبقى قيم المجتمع أساساً في كل عمل ومجهود، ونؤكد أن التقدم الاقتصادي والاجتماعي والتقني يظل مرتبطاً بقيم المجتمع ومبادئه، وهذا يبشر بمستقبل واعد للذكاء الاصطناعي في الدولة.

أرى على مستوى العالم ضرورة أن يعتمد الذكاء الاصطناعي على مبادئ وقيم مشتركة، وأن يكون أداة للنفع ونشر الخير والتعارف والحوار، بعيداً عن الحروب والصراعات.

نخطط لتدريب العاملين في الوزارة ومستفيدي الخدمات على استخدامات الذكاء الاصطناعي، وتضمين برامج توعوية وتدريبية للجمهور العام، مع وضع خطة تنمية مهنية مستمرة لأجل ذلك.

يُعد تدريب العاملين جزءاً أساسياً من تنفيذ المشروع، ويجب أن يترافق مع خطة لتنمية الكوادر وتبني أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال.

الإطلاق والتطبيقات الذكية

ستتضمن التطبيقات التي ستنفذها الوزارة أساليب تدريب على الاستخدامات الفنية والإجراءات اللازمة، إضافة إلى برامج توعية وتدريب للمجتمع.

تستخدم الوزارة الألعاب الإلكترونية و«الصديق الرقمي» كأدوات لنشر قيم التسامح والتعايش بين الشباب وتوثيق الهوية الوطنية.

أعلن معالي الشيخ عن إطلاق 12 تطبيقاً ذكياً ضمن برامج الوزارة تغطي مختلف أوجه العمل وتخدم احتياجات السكان محلياً وعالمياً.

وأوضح أن هذه التطبيقات ستكون أدوات للتعلم المستمر ووسيلة لتشجيع الإبداع والابتكار في مجالات التسامح والتعايش، كما ستعزز الثقافة والتراث والهوية الوطنية وتعمق العلاقات مع العالم.

قال إن المشروع سيوظف تقنيات الذكاء الاصطناعي في إبراز النموذج الإماراتي في التسامح والتعايش أمام العالم، وتأكيد مكانة الإمارات كقائدة في هذا المجال.

وتابع أن المشروع يتركز على الحفاظ على القيم الإنسانية وتفعيل مبادئ الحوار والتعارف والعمل المشترك بين البشر، مع جمع وتحليل محتويات وسائل التواصل ونشر النتائج على نطاق واسع.

أكد معاليه أن رسالتنا واضحة تماماً: الذكاء الاصطناعي أداة مهمة في هذا العصر، ونحن ملتزمون باستخدامها لتعزيز السلام والوفاق والحفاظ على القيم الإنسانية المشتركة في كل مكان.

مقالات ذات صلة