تشير الإحصاءات الحديثة إلى ارتفاع هائل في حالات السرطان بين الشباب على مستوى العالم خلال السنوات الأخيرة، وتتركز أغلب الإصابات بين أواخر العشرينات وأوائل الثلاثينات. وتُظهر الأدلة أن العوامل الوراثية والبيئية تلعب أدوارًا رئيسية إلى جانب عوامل مرتبطة بنمط الحياة العصري. وتؤكد الأبحاث أن هناك عاملين رئيسيين مرتبطين بنمط الحياة الحديث يسهِمان بشكل واضح في ارتفاع المخاطر بين الشباب. كما يشير إلى أن التغيرات في النظام الغذائي ونمط الحياة المستقر تلعب دورًا مهمًا في زيادة احتمالات الإصابة.
مشكلة الأغذية المصنعة
تسيطر الأطعمة فائقة المعالجة على أنماط الغذاء لدى الشباب اليوم، وتغلب عليها الوجبات الخفيفة والمشروبات السكرية والوجبات السريعة والجاهزة. وتتميز هذه المواد بارتفاع محتواها من الدهون غير الصحية والسكريات المكررة والملح والمواد الحافظة والكيماويات المضافة التي يصعب على الجسم التعامل معها. وتؤدي هذه النمط الغذائي إلى اختلالات في الوزن وزيادة مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، إلى جانب تأثيراتها على الصحة الأيضية والالتهابية. وتُظهر الأدلة أن الاعتماد المتزايد على هذه الأطعمة قد يفاقم مشاكل الدم والهرمونات ويقلل من قدرة الجسم على تنظيم المناعة.
كيف تؤدي الأطعمة المصنعة إلى السرطان
تسهم الدهون الزائدة والسكر في زيادة الوزن وتغيرات هرمونية، وهذا يرفع خطر الإصابة بأنواع عدة من السرطان مثل سرطان الثدي والقولون والبنكرياس والكبد. كما يؤدي الالتهاب المزمن الناتج عن التغذية عالية الدهون والسكريات إلى بيئة مواتية لنمو الأورام وتطورها. وتسبب الأطعمة المعالجة اضطرابًا في ميكروبيوم الأمعاء، مما يؤثر في المناعة ويضعف الحماية من التغيرات المسرطنة في الجهاز الهضمي. إضافة إلى ذلك، ارتبط ارتفاع معدلات أمراض كالسكري بنمط الحياة الغذائي الحديث، وهو عامل يضاعف مخاطر السرطان بشكل عام.
طرق الوقاية من السرطان
1) تجنّب التدخين والتعرض للدخان هو إجراء أساسي، ويشمل ذلك السجائر والشيشة والسجائر الإلكترونية. 2) الحفاظ على وزن صحي يقلل مخاطر سرطان الثدي والقولون والرحم والبنكرياس والكبد، ويدعم التوازن الهرموني في الجسم. 3) اتباع نظام غذائي صحي يتركز على الخضروات الورقية والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة والبقوليات، مع تقليل اللحوم المصنعة والسكريات والدهون المشبعة.
4) ممارسة النشاط البدني بمعدل 150 دقيقة أسبوعيًا كمتوسط، مثل المشي السريع. 5) الحد من التعرض للشمس واستخدام واقي الشمس SPF 30 أو أعلى، وتجنب التعرض المباشر من 10 صباحًا حتى 4 عصرًا. 6) التطعيمات الهامة مثل لقاح HPV ولقاح التهاب الكبد B تقلل مخاطر سرطان عنق الرحم وكبد.
7) إجراء فحوصات دورية مثل فحص الثدي للمستفيدات فوق 40 عامًا، وتنظير القولون بدءًا من 45، ومسحة عنق الرحم كل 3–5 سنوات، وتحليل PSA للرجال حسب توجيهات الطبيب. 8) تقليل التوتر المزمن وإدارة الضغط النفسي يعززان المناعة والصحة العامة. 9) النوم الجيد من 7 إلى 9 ساعات يوميًا يخفف الالتهابات ويعزز وظائف الجسم. 10) شرب الماء بكميات كافية يدعم وظائف الجسم وتنقية السموم.
