تشير تقارير من صحيفة لوموند إلى أن التحول المتزايد في سلاسل إنتاج آبل يتجه تدريجيًا من الصين إلى الهند، وفق ما ورد في تحليل نشرته الصحيفة. وتبرز أن مدينة تشنجتشو الصينية، المعروفة بـمدينة الآيفون، ظلت عقد الإنتاج الأساسي لسنوات لكنها تشهد تغيرات في مركز الثقل الإنتاجي. وكان مصنع فوكسكون في تشنجتشو يجتذب نحو 300 ألف عامل خلال ذروة المواسم بين أغسطس ونوفمبر مع إطلاق موديلات جديدة سنويًا. وفي أغسطس 2024 وحده استقدمت فوكسكون نحو 50 ألف موظف مؤقت لإنتاج سلسلة iPhone 16.
يواجه النظام القائم في تشنجتشو ضغوطًا متزايدة، إذ يفرض القانون الصيني حصر نسبة العمال المؤقتين عند حد 10%. وتؤكد منظمة China Labor Watch أن أكثر من نصف القوة العاملة في تشنجتشو يعملون بعقود مؤقتة، وهو ما يعود إلى اتهام سابق في 2019. وترافق ذلك مع انتقادات مستمرة لظروف العمل وعدم الاستقرار الوظيفي واحتجاجات سنوية حول الأجور والمكافآت. كما تشير بيانات التقرير إلى أن الأجر الأساسي الشهري للمصنع يقارب 295 دولارًا، في حين تتجاوز مكافآت الإنتاج الموسمية أحيانًا 1300 دولار خلال الذروة، وهو ما يسهم في خلق دورة توظيف قصيرة ينضم فيها العمال لعدة أشهر ثم يغادرون عند انخفاض الإنتاج.
الهند كمركز إنتاج ثانٍ رئيسي
وتظهر الأرقام أن عدد العاملين في فوكسكون في الصين تراجع من نحو 300 ألف خلال ذروة 2016-2017 إلى نحو 150 ألفًا في الوقت الحاضر مع تسريع آبل لإنتاج الهواتف في الهند. وتصبح الهند الآن مصدر نحو 20% من إجمالي إنتاج الآيفون عالميًا، مع توقع ارتفاع النسبة خلال 2024 و2025 في إطار سياسة آبل لتنويع سلاسل الإمداد وتقليل الاعتماد على الصين. وتدعم الحكومة الهندية هذا التحول بحوافز وتسهيلات لتوسيع المصانع في ولايتي تاميل نادو وكارناتاكا عبر شركات فوكسكون وبيجاترون وتاتا إلكترونيكس.
بينما تظل الصين الأكبر قاعدة تصنيع لآبل، يشير التقرير إلى أن مدينة تشنجتشو تفقد تدريجيًا تفوقها وتبرز الهند كمركز إنتاج رئيسي ثانٍ ضمن واحد من أبرز التحولات في سلسلة توريد الآيفون.








