رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

انخفاض الكوليسترول ليس دائماً علامة صحة: دراسة توضح

شارك

توضح دراسة أوروبية واسعة النطاق أن انخفاض مستوى LDL إلى ما دون 84 ملغم/ديسيلتر ليس علامة صحة مطلقة، بل قد يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. شمل البحث أكثر من 13 ألف بالغ صحي لم يكن لديهم تاريخ سابق للسكري أو أمراض القلب، وتم متابعة حالتهم لأكثر من ست سنوات. وتم تقسيم المشاركين إلى أربع فئات وفقاً لتركيز LDL، فتبين أن الأقل انخفاضاً في LDL ارتبط بإصابة أعلى بالسكري عند نهاية المتابعة. وتؤكد النتائج أن الخطر كان واضحاً ليس فقط بين من يتناولون أدوية خفض الدهون، بل أيضاً بين من لم يتلقوا هذه العلاجات.

مفارقة الكوليسترول والسكري الملاحظ

تظهر النتائج أن معدل الإصابة بالسكري بلغ نحو 13% بين جميع المشاركين، لكن ارتفع إلى حوالي 20% لدى من استخدموا الستاتينات. كما أن الخطر لم يقتصر على من يعالجون بالدواء بل يبدو أيضاً قائماً لدى من لديهم LDL منخفض جدًا دون دواء. وهذا يشير إلى وجود آلية بيولوجية داخلية تجعل انخفاض الدهون الضارة بشكل مفرط يؤثر في حساسية الإنسولين وتوازن الجلوكوز.

يُعتقد أن الكوليسترول يلعب دوراً في تكوين أغشية الخلايا وتنظيم مستقبلات الهرمونات، ما يعني أن نقصه الشديد قد يخل بتوازن الأيض. لذلك لا يمكن اعتبار انخفاض LDL علامة صحية مطلقة، بل يحتاج إلى موازنة دقيقة بين حماية القلب والحفاظ على توازن الأيض. تؤكد هذه الرؤية ضرورة متابعة شاملة لحالة السكر عند المرضى الذين يخفضون LDL بشكل حاد، لا سيما إذا كان لديهم عوامل وراثية للسكري.

دور الستاتينات وتفاصيل النتائج السريرية

عند تحليل تفصيلي للستاتينات، بدا أن الخطر يرتفع بين من لديهم LDL مرتفع في البداية، لكن التحليل لم يظهر فرقاً واضحاً بين المستخدمين وغير المستخدمين في بقية الفئات. وقد أشار الباحثون إلى أن العلاج لفترات طويلة أو بجرعات مرتفعة قد يزيد احتمال اضطراب توازن السكر، وهو ما يستدعي فحص جلوكوز دوري أثناء المتابعة. كما أن الآثار ليست محصورة في دواء بعينه، وهذا يوضح أن العامل الأيضي قد يشارك بشكل أوسع في هذه المفارقة.

قيود الدراسة وآفاق مستقبلية

تشير القيود إلى أن عوامل مثل النشاط البدني والنظام الغذائي والعوامل الوراثية لم تُؤخذ بعين الاعتبار بشكل كامل في التحليل. كما لم تدرج الدراسة تفصيلاً لجرعات ونوع الستاتين المستخدمة، مما يحد من إمكانية تطبيق النتائج على جميع الحالات. يطالب الباحثون بإجراء دراسات مستقبلية أوسع لتحديد العوامل التي تفسر هذه المفارقة وتقييم التوازن الأمثل بين الوقاية القلبية ومخاطر الاستقلاب السكري.

التوجيهات العملية للمرضى والأطباء

يوصي الأطباء بمراقبة مستويات السكر لدى مرضى الكوليسترول الذين يتلقون الستاتينات، خاصة إذا كان لدى الأسرة تاريخ للسكري. وينبغي عدم المبالغة في خفض LDL لدى الأفراد الأصحاء بدون حاجة طبية واضحة. يجب فهم العلاقة بين الدهون والسكري كمسألة توازن بين حماية الشرايين والحفاظ على استقرار عمليات الأيض في الجسم.

مقالات ذات صلة