تنبه الأسرة إلى أن السهر ليس سلوكًا يخص الكبار وحدهم، فقد أصبح جزءًا من يوميات أطفالنا بين الواجبات الدراسية والألعاب الإلكترونية ومقاطع الفيديو الممتدة حتى منتصف الليل. هذا النمط في ظاهره البسيط يترك اضطرابًا داخليًا عميقًا في أجساد الصغار خلال أيام معدودة، وفق ما يحذّر منه الأطباء. الجسم الطفولي لا يحتمل الفوضى في مواعيد النوم، لأن كل ساعة من الليل تسهم في بناء متكامل للنمو والمناعة والتوازن العصبي.
تأثير السهر على النظم الحيوية
يشير الأطباء إلى أن الطفل الذي يسهر لعدة ليالٍ يضبط جهازه العصبي ساعته الداخلية كأن النهار والليل تبادلا الأدوار. وبذلك يصبح الجسم في نشاط وقت الراحة وخاملاً وقت الاستيقاظ. وتتعطل الدورة الحيوية مما يضعف إفراز هرمونات النمو ويؤثر في النمو والتوازن الدماغي. وتظهر علامات مثل الإرهاق وضعف التركيز وتغير الشهية.
يؤكد الدكتور فاروق استشاري طب الأطفال أن بضعة أيام من السهر المتواصل قد تفسد توازن الجسم وتؤثر في المناعة عند الأطفال، فتكون مقاومات العدوى أضعف خصوصًا في الشتاء. تتأثر الحالة المزاجية وتزداد العواطف السلبية مثل القلق والتوتر. تزداد احتمالات الخمول والآلام الجسدية. ويؤكد أن تغير النوم يضعف الشهية ويؤثر في النمو.
الأداء الدراسي وتأثير النوم
يؤكد تقرير طبي أن النوم ليس مجرد راحة بل عملية تحفظ الذاكرة، حيث يعيد الدماغ ترتيب ما تلقاه الطفل من معلومات خلال اليوم لينقله من الذاكرة القصيرة إلى الطويلة. إذا نقص النوم تعطل هذا المسار وظهر النسيان والتشتيت في الصف. لذا فإن السهر من أجل الدراسة أو الترفيه قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
خطوات عملية لاستعادة التوازن
يوصي الدكتور فاروق بتنظيم ساعات النوم ومكانه وتهيئة البيئة اليومية، فالتزام روتين ثابت يظهر أثره خلال أيام قليلة على المناعة والمزاج. ينصح بإعداد روتين هادئ قبل النوم وتفادي المنبهات، ثم تعزيز النوم مبكرًا وبانتظام. يظهر التحسن تدريجيًا في النشاط الجسماني والقدرة على مواجهة الأمراض مع الالتزام بالعادات الصحية.








