أوضح تقرير طبي أن التهاب الجيوب الأنفية من أكثر اضطرابات الأنف شيوعًا، وهو يسبب انسدادًا وضغطًا حول العينين والخدين والجبين. تشير النتائج إلى أن تغييرات بسيطة في نمط الحياة واستخدام وسائل منزلية آمنة قد تساهم في تقليل الاحتقان وتحسين تدفق الهواء داخل الأنف. تترافق هذه العلاجات مع فوائد إضافية في تخفيف الأعراض دون الاعتماد المفرط على الأدوية الكيميائية.
ما الجيوب الأنفية ولماذا تلتهب؟
توجد تجاويف مملوءة بالهواء تقع خلف الأنف والعينين وعظام الوجه. تعمل على ترطيب الهواء وتنقيته من الملوثات قبل وصوله إلى الرئتين. عندما تصاب بالالتهاب أو الحساسية، تتورم بطانتها المخاطية وتزداد كمية المخاط، ما يؤدي إلى الاحتقان والصداع وصعوبة التنفس.
تزداد المشكلة عندما تتورم بطانة الجيوب وتزداد إفرازات المخاط بشكل مفرط. يؤدي ذلك إلى انسداد فتحات الجيوب وتزايد الضغط في مناطق الوجه. وينتج عن ذلك صداع وألم حول العينين وصعوبة التنفس من الأنف.
من أهم الأسباب نزلات البرد المتكررة والتعرض للغبار والدخان والتغيرات الموسمية وضعف المناعة. كما قد تساهم تشوهات بسيطة في الحاجز الأنفي في تفاقم الانسداد. وقد يؤدي استمرارها إلى حاجة للتقييم الطبي وتلقي علاج متخصص إذا تفاقمت الأعراض.
طرق منزلية لتخفيف الاحتقان
استنشاق البخار
يُعد استنشاق البخار من أبسط الوسائل الفعالة لتخفيف الاحتقان. يساعد البخار في ترطيب الممرات الأنفية وتليين الإفرازات، مما يسهل خروج المخاط ويقلل الضغط في الوجه. يحضر المستخدم الماء الساخن ثم يغطّي الرأس بمنشفة ويقترب من الوعاء لمدة 10 دقائق، وتُكرر هذه الخطوة مرتين يوميًا خاصة في الصباح وقبل النوم.
الغسول الملحي
الغسول الملحي من أكثر العلاجات المنزلية أمانًا وفعالية في تنظيف الأنف من الشوائب والجراثيم. يساعد المحلول على إذابة المخاط وتقليل الالتهاب في بطانة الأنف. يحضر المزيج بخلط نصف ملعقة صغيرة من الملح مع القليل من صودا الخبز في كوب من الماء الدافئ المقطر، ثم يُستخدم بواسطة بخاخ أو أداة مخصصة لغسل الأنف. هذه الطريقة تعيد التوازن الطبيعي للرطوبة داخل الجيوب الأنفية وتمنح إحساسًا فوريًا بالراحة.
الكمادات الدافئة
الحرارة الموضعية تنشّط الدورة الدموية وتقلل التورم، لذا فإن وضع كمادات دافئة على منطقة الجيوب يساعد في تهدئة الألم وتخفيف الاحتقان. يُنصح باستخدام منشفة قطنية مبللة بالماء الدافئ ووضعها على الوجه لمدة 15 دقيقة مع التنفّس العميق. هذه التقنية علاج مكمل رائع وتدعم باقي العلاجات في تحسين الشعور بالراحة.
الزيوت العطرية
تملك بعض الزيوت العطرية مثل النعناع والأوكالبتوس واللافندر خصائص مضادة للالتهابات والميكروبات وتساعد على فتح الممرات الهوائية. يمكن إضافة بضع قطرات منها في جهاز البخار أو مزجها بزيت ناقل وتدليك منطقة الأنف والجبين برفق. يفضل اختبار كمية صغيرة على الجلد قبل الاستخدام لتجنب أي تهيج أو حساسية.
الترطيب وشرب الماء
يعد الترطيب الكافي من أهم عوامل الوقاية والعلاج من التهاب الجيوب الأنفية. يساعد شرب الماء بانتظام في تخفيف لزوجة المخاط وتصريفه بشكل أسهل. ينصح بأن لا تقل كمية الماء اليومية عن ثمانية أكواب من الماء، إضافة إلى المشروبات الدافئة كالأعشاب والمرق، وتجنب المشروبات التي تسبب الجفاف مثل الكافيين.
تعديل النوم وجهاز الترطيب
رفع الرأس أثناء النوم يساعد في تحسين تصريف الإفرازات وتقليل الاحتقان ليلاً. ينصح بالنوم على الظهر مع تهوية جيدة للغرفة واستخدام وسادة مريحة. في الأجواء الجافة يساهم تشغيل جهاز ترطيب الهواء في الحفاظ على رطوبة الأنف وتخفيف الألم الناتج عن جفاف الأغشية المخاطية.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
رغم فاعلية العلاجات المنزلية في الحالات الخفيفة، يجب مراجعة الطبيب إذا استمرت الأعراض لأكثر من عشرة أيام أو صاحبها حمى أو ألم شديد في الوجه أو العينين. قد تحتاج بعض الحالات إلى مضادات حيوية أو علاج دوائي متخصص لتجنب المضاعفات. استشر الطبيب أيضًا في حال ظهور تغيرات في الرؤية أو تورم شديد يثير القلق.








