رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

دراسة: إطالة الرضاعة تعزز نخاع العظم والعضلات لدى النساء

شارك

دلالات صحة العظام والعضلات

أعلنت دراسة أوروبية حديثة وفق تقرير منشور على Medscape أن النساء اللواتي أرضعن أطفالهن لفترات أطول أظهرن علامات أفضل في صحة العظام والعضلات مقارنة بالنساء اللواتي قصرت مدة الرضاعة. وتبيّن أن انخفاض الدهون في نخاع العظم والأنسجة المحيطة بالعمود الفقري كان أوضح لدى الأمهات اللاتي استمررن في الرضاعة الطبيعية لمدة تزيد على ثمانية أشهر. كما أشار الباحثون إلى أن هذه النتائج تعكس تحسنًا في اللياقة الهيكلية والقدرة الأيضية على المدى الطويل. وتُعد هذه النتائج إشارة إلى ارتباط طويل الأمد بين مدة الرضاعة وصحة العظام والعضلات لدى الأم.

آليات وتغيرات طويلة الأمد

أُجريت دراسة متابعة على مجموعة صغيرة من النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث وتابعت على مدى خمس سنوات بعد الولادة. استخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي لمراقبة تغيّرات نخاع العظم وكثافة الدهون حول العمود الفقري، إضافة إلى قياس مؤشرات التمثيل الغذائي مثل حساسية الأنسولين. ثم تبين أن النساء اللاتي استمررن في الرضاعة الطبيعية لأكثر من ثمانية أشهر كنّ أقل عرضة لتراكم الدهون في العظام والعضلات، مع تحسن ملحوظ في حساسية الأنسولين وانخفاض مقاومته.

أبعاد صحية أوسع وتوصيات

تشير النتائج إلى أن الرضاعة الطويلة تعزز من كفاءة الجسم في معالجة الجلوكوز وتقلل من احتمال الإصابة بمتلازمة الأيض، حيث يعتمد الجسم خلالها على مخزون الدهون كمصدر للطاقة وتستمر عمليات التوازن الأيضي بعد التوقف عن الرضاعة. ويُفسر ذلك بأن إفراز هرموني الأوكسيتوسين والبرولاكتين خلال الرضاعة يعزز الدورة الدموية وتوازن الطاقة في الخلايا العظمية، كما يساعد في امتصاص الكالسيوم وتنشيط الخلايا المسؤولة عن بناء العظم الجديد. كما أظهرت النتائج زيادة ملموسة في المساحة العضلية حول العمود الفقري لدى الأمهات اللاتي استمررن في الرضاعة لأكثر من ثمانية أشهر، ما يشير إلى مساهمة الرضاعة في الحفاظ على قوة الظهر في المراحل التالية من العمر. تشير هذه المعطيات إلى وجود أثر فسيولوجي طويل الأمد قد يحمي المرأة من ضعف العظام مع التقدم في العمر ويؤكد ضرورة دعم سياسات تشجع على استمرار الرضاعة في بيئة العمل.

مقالات ذات صلة