تظهر الدراسات أن مرض الكبد الدهني غير الكحولي يميّز بتراكم الدهون في خلايا الكبد، وهو يرتبط غالبًا بالسمنة ومقاومة الأنسولين ومتلازمة التمثيل الغذائي. وتُشير النتائج إلى أن المراحل المبكرة قد تكون صامتة ولا تعطي أعراض واضحة. إلا أن استمرار الإصابة قد يؤدي إلى التهاب الكبد وتليف الكبد وفي الحالات الشديدة فشل الكبد. يبرز أن الكشف المبكر والتدخل الطبي يحدان من المخاطر ويعززان صحة الكبد على المدى الطويل.
تُعتبر تغييرات نمط الحياة أساسية لإدارة المرض، حيث يؤكد الأطباء على اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والتحكم في الوزن. وتؤثر هذه الإجراءات في تقليل الدهون في الكبد وتحسين حساسية الأنسولين ومعالجة اضطرابات الدهون في الدم. كما أن التحسن في الدهون الثلاثية والكوليسترول والضغط الدموي يعزز الاستقرار العام للتمثيل الغذائي. وتلعب المتابعة الطبية دورًا في رصد التقدم ومواءمة الخطة العلاجية.
دور الكركم والكركمين
توضح الدراسات أن الكركم ومركّبه الرئيسي الكركمين لهما خصائص مضادة للالتهاب ومضادة للأكسدة تقي الكبد من الإجهاد الناتج عن الدهون الزائدة. ويعمل الكركمين على تقليل استجابات الالتهاب وتخفيف إنتاج السيتوكينات المرتبطة بالتلف الكبدي، كما يساهم في تحسين استقلاب الدهون وتقليل تراكمها في الكبد. وتظهر مراجعة منهجية منشورة في PubMed Central أن مكملات الكركمين ارتبطت بانخفاض واضح في إنزيمي الكبد ALT وAST، وتبيّن أحيانًا تحسنًا في تصوير دهون الكبد بالموجات فوق الصوتية. كما أن مقاومة الإنسولين تتحسن مع استخدام الكركمين، وهو عامل مهم في الوقاية من تفاقم المرض.
يوجد فرق بين الكركمين المستخلص ومصدر الكركم التقليدي، فالمركّز العالي من الكركمين غالبًا ما يكون أكثر فاعلية في تحسين مقاييس الكبد مقارنة بتوابل الكركم العادية. وتُشير التجارب إلى أن الجرعات اليومية من 500 إلى 1000 ملغ من الكركمين مع إمكانية تعزيز الامتصاص عند وجود الفلفل الأسود أو استخدام تركيبات مصممة لزيادة التوافر الحيوي. ويمكن إضافة الكركم إلى النظام الغذائي أثناء الطهي، لكن للحصول على تأثيرات داعمة للكبد فإن استخدام مكملات الكركمين يعد الخيار الأكثر فعالية. وتظل الحاجة إلى إشراف طبي وتقييم الجرعة وتفاعلات محتملة مع أدوية أخرى أمور مهمة لضمان السلامة والفائدة.








