أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن إطلاق مبادرة “الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية” بقيمة مليار دولار أمريكي، بهدف دعم وتمويل مشاريع الذكاء الاصطناعي في الدول الأفريقية، وتطوير البنية التحتية الرقمية، وتحسين الخدمات الحكومية، ورفع مستويات الإنتاجية في القارة.
جاء الإعلان خلال الكلمة التي ألقاها سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، في قمة مجموعة العشرين.
وأكد سموّه التزام الإمارات بدفع مسار النمو المستدام من خلال شراكات دولية أوسع وحلول تمويلية مبتكرة تسهم في دعم التنمية في الدول النامية.
سيتم تنفيذ المبادرة عبر مكتب أبوظبي للصادرات “أدكس” التابع لصندوق أبوظبي للتنمية، وبالتعاون مع وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، في إطار شراكة مؤسسية تعكس دور الإمارات في تمكين الدول النامية من الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية الشاملة.
وتهدف المبادرة إلى مساعدة الدول النامية على تجاوز التحديات التنموية من خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاعات حيوية مثل التعليم والزراعة والبنية التحتية، لإيجاد حلول مبتكرة تسرّع النمو وتزيد فرص التنمية المستدامة.
وتنسجم المبادرة مع رؤية الإمارات لبناء اقتصاد قائم على المعرفة، وتؤكد مكانتها كمركز عالمي رائد لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتسخيرها لخدمة المجتمعات.
وفي هذا الإطار، قال سعادة محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية ورئيس اللجنة التنفيذية لمكتب أبوظبي للصادرات “أدكس”: إن قيادة المكتب لهذه المبادرة تعكس إيمان الإمارات بأن الذكاء الاصطناعي قوة حقيقية لتحقيق النمو العادل والتنمية المستدامة من خلال الجمع بين التكنولوجيا والتمويل والشراكات لدعم الدول النامية وتوفير مرونة اقتصادية على المدى البعيد.
وأضاف أن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم والزراعة والبنية التحتية يفتح آفاق جديدة للتنمية الشاملة، وبهذه المبادرة نهدف إلى تمكين الشركات الإماراتية من تنفيذ مشاريع نموذجية ورائدة تعزز التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين الإمارات والدول الأفريقية وتدعم أهداف التنمية المستدامة عالميًا.
وأشار السويدي إلى أن هذه المبادرة امتداد لإرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وتعبّر عن رؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وبحرص منصور بن زايد آل نهيان وخالد بن محمد بن زايد على مواصلة دعم الإمارات لتنمية المجتمعات وازدهار الشعوب عبر مبادرات وبرامج تنموية رائدة تنطلق من الإمارات إلى العالم.
من جانبه أكد سعادة الدكتور طارق أحمد العامري، رئيس وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، أهمية الدور الإنساني والتنموي للدولة في تنمية المجتمعات وتعزيز القدرات وتلبية الاحتياجات، تماشياً مع نهج زايد، حيث تواصل الإمارات تنفيذ مبادرات ومشروعات نوعية لخدمة البشرية، مثل تسخير الذكاء الاصطناعي لدعم التنمية في إفريقيا.
وأوضح أن مبادرة “الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية” تأتي ضمن جهود الدولة وتعبّر عن رسالتها الحضارية نحو استدامة التضامن الإنساني وتعاون التنمية لبناء مستقبل أفضل للجميع، مع الإشارة إلى أن الدول الأفريقية تحتاج مثل هذه المبادرات في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية، بينما ترسّخ الإمارات مكانتها مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي وتصدر مؤشرات رائدة في التقدم التكنولوجي والرقمي.
يُذكر أن المبادرة مخصصة للدول الأفريقية وتأتي امتداداً للدعم الخارجي الإماراتي لأفريقيا، حيث قدمت الدولة أكثر من 152 مليار درهم منذ عام 1971، وستواصل الإمارات دورها العالمي عبر هذه المبادرة مع التركيز على تعزيز مساهمة الجهات الإماراتية المانحة من خلال وكالة الإمارات للمساعدات الدولية بالتعاون مع مكتب أبوظبي للصادرات لتنفيذ مشاريع الذكاء الاصطناعي في الدول الأفريقية.
تجسد المبادرة المكانة العالمية الرائدة للإمارات كمركز للتكنولوجيا الحديثة والخوارزميات الذكية، وتدعم التنمية والابتكار على المستويات الإقليمية والدولية وتساهم في تقديم حلول مبتكرة لدفع النمو الشامل والمستدام.








