رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

نهيان بن مبارك يشارك أبناء الجالية السورية في الإمارات في الاحتفال بموروثهم الثقافي والحضاري

شارك

شهدت الاحتفالية التي أقيمت في مركز دبي للمعارض بمدينة إكسبو دبي حضورًا جماهيريًا واسعًا، بمشاركة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، ونخبة من الشخصيات الاقتصادية والاجتماعية من الجالية السورية في الدولة، للاحتفال بموروثهم الحضاري والثقافي.

بلغ عدد الحضور أكثر من 25 ألف شخص، وتنوعت الفعاليات بين التراث والفنون والأنشطة العائلية.

وشكّلت الاحتفالية فرصة لإبراز جوانب من خصوصية التراث والفنون السورية، حيث نظمتها صفحة «الإمارات تحب سوريا» بالتعاون مع عدد من أبناء الجالية السورية بالدولة، لتعريف كافة الثقافات بجوانب من الثقافة السورية.

كلمة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان

أكّد معاليه أن اللقاء الأخوي يجسد المحبة المتبادلة بين الشعب السوري وشعب الإمارات، وأعرب عن فخره بالعلاقات القوية التي تجمع البلدين، وحرصهما على أن تبقى هذه العلاقات نموذجًا للتعاون المثمر في شتى المجالات.

وأشار إلى أن العلاقات بين سوريا والإمارات قائمة على تاريخ عريق وتراث أصيل وقيم إنسانية نبيلة يشترك فيها الشعبان، وأن هذه الروابط تمثل قاعدة راسخة لتعزيز العمل المشترك لما فيه الخير لشعبي البلدين ولأمة العرب.

وأكد معاليه أن احتفال اليوم بسوريا الشقيقة في الإمارات يعكس رؤية الدولة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في دعم الأشقاء وتوطيد جسور التواصل والتعاون وترسيخ قيم التضامن والعمل المشترك من أجل مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا للمنطقة والشعوب العربية.

وأضاف أن هذا الاحتفال هو أيضًا احتفال بأبناء الجالية السورية الذين يعيشون في الإمارات ويساهمون بإبداعاتهم في مسيرة التطور في الدولة، مقدمًا شكره وتقديره لهم على عطائهم المستمر وقدرتهم العالية على العمل والإنجاز.

وذكر أن المناسبة تحمل رسالة محبة وإجلال للشعب السوري، وتؤكد اعتزاز الإمارات بتراث سوريا العريق وحضارتها التي تمتد لآلاف السنين، ومدنها التاريخية التي تُعد من أقدم مدن العالم، إضافة إلى إسهامات الشعب السوري في الحضارة الإنسانية ومراحلها العلمية والثقافية.

ولفت إلى التزام البلدين بتعميق جسور الود والأخوة والعمل معاً من أجل تعزيز الاستقرار وتحقيق التنمية وتأكيد التعاون بما يحقق منفعة الشعبين ويدعم مسيرة الأمة العربية.

وتمنى معاليه لسوريا الشقيقة دوام الأمن والسلام، وللدولة الإمارات دوام التعايش والأخوّة الإنسانية، وأن يظل البلدان رمزًا للوحدة العربية وتقدمها بين الأمم.

وأكد أن أبناء الجالية السورية كانوا دائمًا مميزين بمحبتهم للغة العربية ويمتلكون مهارات عالية في التعبير بها، داعيًا إلى المشاركة الواسعة في مسابقة «حياتنا في الإمارات» التي أطلقتها وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع صندوق الوطن بمناسبة عام المجتمع، لفتح المجال أمامهم للتعبير عن مشاعرهم تجاه الإمارات ونموذجها الإنساني المتفرد.

وختم الدعاء بأن تظل سوريا بلد السلام والاستقرار، وأن تبقى الإمارات أرض التعايش والأخوة الإنسانية، وأن تشكّل البلدان معًا رمزًا للوحدة والتقدم والازدهار بين الشعوب العربية.

تكريم أصحاب الإنجازات

كرّم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان عدداً من الشخصيات الرائدة وأصحاب الإنجازات النوعية من أبناء الجالية السورية الذين قدموا نموذجاً للتميز والنجاح في الإمارات، ومن بينهم محمد بشير قلَّه جي، مؤسس والمدير العام لـ«بي كلينك»، ومحمد بشار سلو، الرئيس التنفيذي ورئيس شركة «سيدار» العالمية، والفنان السوري ياسر العظمة، وموفق القداح رئيس مجلس إدارة مجموعة ماج القابضة، والفنان أسعد فضّة، وعبد القادر السنكري مؤسس مجموعة السنكري الاستثمارية، ود. بشار تيسير سمحة رجل الأعمال السوري وخبير التطوير العقاري، والدكتور عمر الحلاق استشاري أمراض القلب والتداخلات القلبية في دبي، والدكتور سليمان نيّال المدير العام لـThe Polyclinic في دبي، والعربي عادل مارديني المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة جيتكس، والدكتور أسامة الببيلي المؤسس والمدير العام لمختبرات يورك في الإمارات، والدكتور مازن الصواف طبيب مكافحة الشيخوخة، والإعلامي مصطفى الآغا، والمهندس معتز المالح محكّم وخبير محلف لدى محاكم دبي ومركز دبي للتحكيم الدولي، وغازي قدسي مؤسس ورئيس مجلس إدارة مركز العناية الصحية نيوكانتري.

تسليط الضوء على الثقافة والتراث والفنون السورية

امتدت فعاليات الاحتفالية بين أجنحة المعارض التراثية والفنون السورية، وعروض موسيقية ورقصات شعبية حية، وعروض للعائلات والأطفال، ومعارض للحِرف اليدوية والمنتجات الإبداعية التي تعكس خصوصية المنتج السوري، إضافة إلى أكشاك لبيع المأكولات التقليدية وتجارب تفاعلية تقرب الجمهور من التراث.

وشملت الفعالية جلسات حوارية وملتقيات مجتمعية، وتوافد شاحنات طعام من مدن سورية مختلفة، مما أسهم في تعزيز التعارف والتواصل بين الجمهور والتاريخ الفني والثقافي السوري.

وتمثل الاحتفالية مناسبة لتسليط الضوء على الثقافة والتراث والفنون السورية ومساهمات الجالية السورية في مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها دولة الإمارات، وتوثيق العلاقات التاريخية بين البلدين وتعزيز الروابط بين شعبيهما.

شراكات استراتيجية

ماج القابضة شريك استراتيجي

انضمت مجموعة ماج القابضة كشريك استراتيجي في فعالية «الإمارات تحب سوريا»، وتعد من أبرز المؤسسات الرائدة في الإمارات، وتؤكد حضورها ومساهماتها في مجالات متعددة. وتعبّر هذه الشراكة عن التزام الجانبين بدعم المبادرات الإنسانية وتعزيز الروابط الأخوية بين الشعبين.

وعبر موفق أحمد القداح رئيس مجلس إدارة مجموعة ماج القابضة عن تقديره للجهود التنظيمية قائلاً: “يسعدنا في مجموعة ماج القابضة أن نكون شريكاً وراعياً لهذه الفعالية التي تجسد عمق الروابط الأخوية بين الإمارات والسوريين، وتعبّر عن رسالة محبة وتضامن إنساني وثقافي تتجاوز الحدود.”

وأضاف: “نؤمن بأن دور الشركات الوطنية يتجاوز الاستثمار والبناء إلى دعم المبادرات الإنسانية والثقافية التي تعزز التواصل وتكرّس قيم التسامح والعطاء، ونؤكد التزامنا المستمر بأن نكون جزءاً من الوجه المشرق للإمارات في دعم الأشقاء وتوطيد روابط المحبة والتعاون مع سوريا.”

مجموعة سنكري شريك استراتيجي

انضمت مجموعة سنكري كشريك استراتيجي في فعالية «الإمارات تحب سوريا». تأسست المجموعة عام 1983 في مدينة العين على يد الدكتور عبد القادر أحمد سنكري، وتعمل في قطاع الأزياء وتدير علامات عالمية ورمزية في الشرق الأوسط وخارجها، ما أكسبها حضوراً دولياً واسعاً.

وخلال مسيرتها التي امتدت لأكثر من أربعة عقود قدمت المجموعة مساهمات كبيرة في الإمارات وسوريا، عكست التزامها بالشراكة الاجتماعية والإنسانية وتقديرها للعلم والعطاء.

قال الدكتور عبد القادر سنكري مخاطباً السوريين في الإمارات: “احتضنتكم الإمارات إخوةً في العروبة حين ضاقت السبل، فكونوا لها أبناء وفاء… اعملوا من أجلها وامنحوها من محبتكم كما منحتكم الأمن والكرم.”

يُذكر أن الدكتور عبد القادر أحمد سنكري رجل أعمال إماراتي من أصل سوري، رئيس مجلس الأعمال السوري في دبي والإمارات الشمالية، ومالك مجموعة سنكري ومجموعات رائدة في الأزياء والعقارات، وله مساهمات مجتمعية وإنسانية في الإمارات وسوريا.

علاقات الإمارات وسوريا وتطلعات التعاون

تشير الفعالية إلى أن تنظيمها يعكس نجاح الإمارات في توفير بيئة تعايش وانسجام تسمح للجميع بالعيش في سلام وتمازج، وهو نموذج عالمي يحترم التنوع الثقافي بين مختلف الشعوب.

وتؤكد الإمارات من خلال هذه التعاونات حرصها على تعزيز أواصر المحبة والتواصل مع الأشقاء في سوريا وتطوير مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والثقافي بما يخدم مصالح الشعبين ويعزز مسيرة الأمة العربية.

وتظل العلاقات الإماراتية السورية راسخة في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية، وتواصل الدولتان السعي إلى تعزيز الشراكات والاستفادة من فرص الاستثمار في القطاعات الحيوية والمستقبلية وتوسيع التعاون الاقتصادي بما يخدم تطلعات البلدين وشعبيهما.

مقالات ذات صلة