نظمت جامعة الإمارات العربية المتحدة مؤتمرها الدولي للإبداع والابتكار، بمشاركة نخبة من الخبراء والأكاديميين وصناع القرار من مختلف دول العالم، لبحث مستقبل الابتكار والملكية الفكرية في ظل التطورات المتسارعة للذكاء الاصطناعي.
وجاءت الجلسات بحضور معالي زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى للجامعة، والدكتور عبدالرحمن حسن المعيني، الوكيل المساعد لقطاع الملكية الفكرية بوزارة الاقتصاد والسياحة، والدكتور أحمد علي الرئيسي، مدير الجامعة، إلى جانب خبراء متخصصين في مجالات التكنولوجيا والملكية الفكرية والابتكار.
وأكد الدكتور أحمد علي الرئيسي، مدير جامعة الإمارات العربية المتحدة، أن المؤتمر يجسد جوهر الإيمان بقوة الفكرة، وقدرة الإنسان على التخيل وصناعة المستقبل، مشيراً إلى أن الإبداع والابتكار كانا دائماً ركيزة في مسيرة دولة الإمارات وهويتها، وأن القيادة حرصت على تعزيز ثقافة التفكير الطموح، وترسيخ الخيال قوة تدفع التطور ومسؤولية تجاه الأجيال القادمة. وأضاف: «إن جامعة الإمارات تترجم هذه الرؤية من خلال رعاية المواهب، ودعم الإنتاج المعرفي، وبناء منظومة ابتكار عالمية تسهم في إيجاد حلول نوعية في مجالات الطاقة النظيفة والتقنيات الحيوية والصحة والذكاء الاصطناعي».
من جهته، أشار الدكتور عبدالرحمن حسن المعيني، الوكيل المساعد لقطاع الملكية الفكرية بوزارة الاقتصاد والسياحة، في كلمته، إلى جهود دولة الإمارات في ترسيخ الإبداع والابتكار كمحرك رئيسي للتنمية الوطنية، مؤكداً التزام الدولة بتحقيق مستهدفات رؤية الإمارات 2031، عبر بناء اقتصاد معرفي قائم على التقنيات التحويلية المتقدمة. وسلّط الضوء على التطوير المستمر لمنظومة الملكية الفكرية من خلال الاستراتيجية الوطنية، وبرامج تسريع براءات الاختراع، ودعم الجامعات ورواد الأعمال، إلى جانب تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي لرفع كفاءة الفحص وتسريع دورة الابتكار. وتطرق إلى أهمية تعزيز التعاون الدولي، مع مؤسسات الملكية الفكرية العالمية، ودور منظومة التعليم والبرامج الشبابية في إعداد جيل مبتكر قادر على قيادة المستقبل، بما يؤكد أن الابتكار يشكّل ركيزة أساسية لبناء مجتمع المعرفة، وتحقيق نمو اقتصادي مستدام، فيما تمثل الملكية الفكرية الإطار الضامن لحماية هذا الابتكار وتوجيهه نحو التنمية الشاملة.
واستهلت فعاليات اليوم الأول بمحاضرة رئيسية قدمها البروفيسور جوشوا سارنوف من جامعة ديبول الأميركية بعنوان «الذكاء الاصطناعي، الملكية الفكرية، والاستخدامات الأخلاقية، واعتبارات التكلفة والمنفعة»، تلتها جلسة «خلق المعرفة وتوظيفها: مسارات من البحث إلى التأثير في السوق» بمشاركة البروفيسور كيلفن ويلوبي من جامعة HHL لايبزيغ الألمانية، والبروفيسور فيديريكو موناري من جامعة بولونيا الإيطالية، والدكتور صالح الشراعية من جامعة الإمارات، وناقشت الجلسة استراتيجيات تسويق الابتكارات الجامعية وتثمين المعرفة البحثية.
وفي الجلسة الثانية بعنوان «نظم الابتكار التعاونية: مواءمة البحث الأكاديمي والبحث والتطوير الصناعي»، ناقش ممثلون من جامعة زايد وجامعة نيويورك أبوظبي وشركة أدنوك وSPACE42 سبل تطوير شراكات بحثية بين الجامعات والقطاع الصناعي لتسريع الابتكار وتعزيز الاستدامة التقنية.
فعاليات اليوم الثاني
انطلقت فعاليات اليوم الثاني بمحاضرة رئيسية قدمها البروفيسور كريستوفر ل. توتشي من إمبريال كوليدج لندن بعنوان «التغلب على تحديات الذكاء الاصطناعي»، تناول فيها مقاربات التوازن بين الابتكار والتشريعات التنظيمية المرتبطة بالتقنيات الذكية.
عُقدت جلسة نقاشية بعنوان «منظورات عابرة للحدود حول الذكاء الاصطناعي في منظومة الملكية الفكرية»، بمشاركة متحدثين من كوريا واليابان والمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) ووزارة الاقتصاد والسياحة لاستعراض تجارب دولية في استخدام الذكاء الاصطناعي في فحص العلامات التجارية والبراءات.
وتناولت الجلسة الحوارية «ابتكار التعليم وإلهام ريادة الأعمال» تجارب جامعات من الصين وغانا في تطوير برامج ريادة الأعمال الرقمية، تلتها حلقة نقاش ختامية بعنوان «المنظورات القانونية حول خلق المعرفة ونقلها» بمشاركة خبراء من ألمانيا والمملكة المتحدة ودولة الإمارات، مع التركيز على الأطر القانونية والتنظيمية الداعمة لحماية الابتكار ونقله.








