تذكر تقارير Psychology Today أن الحرمان المزمن من النوم لا يظهر دائمًا كشعور تعب شديد، بل يبرز من خلال اضطرابات في الهرمونات والمزاج والوظائف الحيوية التي تؤثر في الجسم والعقل معاً. تشير البيانات إلى أن الإشارات التي يرسلها الجسم عندما ينقص النوم قد تكون دقيقة ومستمرة ولا يجوز تجاهلها. ويُوضح الاختصاصي في علم النوم الدكتور مايكل جيه بريوس أن تجاهل هذه الإشارات قد يؤدي إلى تفاقم الإرهاق وتأثيره على الأداء اليومي.
أول إشارة: النوم الفوري بعد ملامسة الوسادة
قد يبدو الانغماس في النوم فور الاستلقاء علامة على الراحة، ولكنه في الواقع دليل على إرهاق جسيم. من الطبيعي أن يستغرق المرء نحو عشر إلى عشرين دقيقة ليبدأ النوم، أما الدخول في النوم خلال ثوانٍ فهو مؤشر على الإنهاك العصبي وتراكم الإرهاق. هذه الإشارة تستدعي الانتباه لأنها قد تعكس اختلالًا مستمرًا في دورة النوم.
تراجع الرغبة الجنسية
قلة النوم تخلّ بتوازن الهرمونات وتؤثر في إفراز التستوستيرون والإستروجين، وهما عنصران أساسيان في الرغبة لدى الرجال والنساء. تُظهر النساء بشكل خاص تأثير الإرهاق مع التغيرات الشهرية أو فترات الحمل ومراحل انقطاع الطمث، ما يؤدي إلى انخفاض عام في الطاقة والرغبة. كما ترتفع مستويات الكورتيزول المرتبط بالتوتر، مما يجعل الجسم أقل استجابة للمحفزات العاطفية والجسدية.
عطش غير مبرر
قد يدل قلة النوم أيضًا على نقص ترطيب الجسم. خلال مراحل النوم العميق يُفرز هرمون الفازوبريسين الذي يساعد على الاحتفاظ بالسوائل، لكن اضطرابات النوم تعطل هذه العملية فتصبح العطش مستمرًا.
ميل متزايد للأطعمة الدسمة
يُربك النوم القليل إشارات الجوع والشبع. ترتفع الغريلين، وهو هرمون الدفع لتناول الطعام، وتتناقص الليبتين الذي يرسل إشارات الامتلاء. النتيجة رغبة مستمرة في أطعمة عالية الدهون والسكريات، ومع انخفاض الطاقة تقل الحركة وتزداد مخاطر تغير الوزن وتبدّل التمثيل الغذائي.
قلق وتوتر غير مبررين
لا يقتصر النوم على راحة الجسد، بل يساهم في تنظيم الذاكرة العاطفية وتخفيف استجابة التوتر خلال ساعات النوم العميق. عندما يحرم الإنسان من هذه المرحلة، يزداد القلق وفقدان الصبر وتقل القدرة على التركيز. تشير الدراسات إلى أن اضطرابات النوم ترتبط بارتفاع مخاطر الاكتئاب واضطرابات المزاج مثل الاضطراب ثنائي القطب.
كيف تُعيد توازن نومك
لا تتطلب العودة إلى نوم صحي حلولًا معقدة، فالمداومة على عادات نوم منتظمة تكشف أنماط الخلل. ينصح الخبراء بتوثيق مذكرات النوم تشمل مواعيد النوم والاستيقاظ وعدد مرات الاستيقاظ الليلي ومدى النشاط في الصباح. كما يُنصح بتثبيت وقت محدد للنوم والاستيقاظ يوميًا وتجنب الإضاءة الشديدة أو استخدام الشاشات قبل ساعة من موعد النوم.
إذا استمرت الصعوبات رغم الالتزام بهذه التوصيات، فاستشارة مختص في طب النوم ضروري. قد تحتاج بعض الاضطرابات كاضطرابات التنفس أثناء النوم أو اضطرابات الساعة البيولوجية إلى تقييم طبي دقيق لتحديد العلاج المناسب. بناء على ذلك، يتم وضع خطة علاج مناسبة للحالة.








