يكشف فقدان الوزن غير المقصود عن خلل في وظائف الجسم، خصوصًا حين يظهر دون تغييرات واضحة في النظام الغذائي أو الروتين اليومي. وفي سياق سرطان الكبد، يُعَد فقدان الوزن علامة ذات أهمية خاصة بسبب الدور المحوري للكبد في الهضم وإزالة السموم. وتظهر هذه الإشارة كمؤشر مبكر قبل أن تظهر نتائج اختبارات الدم، الأمر الذي يجعل اكتشافها مبكرًا ذا فاعلية عالية.
علامات مبكرة مرتبطة بفقدان الوزن والكبد
يبرز الألم في الجزء العلوي من البطن مع الشعور بالامتلاء المستمر نتيجة تمدد الورم وتغير حجم الكبد، وهذا يضغط على الأعضاء المجاورة ويخلق شعورًا بالثقل. يزداد الشعور بالشبع حتى مع تناول وجبات صغيرة، وليس بسبب امتلاء المعدة فحسب بل بسبب تغير حركة الأعضاء المحيطة. وتؤكد الدراسات أن هذا الضغط المبكر غالبًا ما يظهر قبل نتائج التحاليل الدموية، مما يجعل التقييم الطبي المبكر ذات فائدة كبيرة.
تظهر تغيرات في مظهر الجلد أو بياض العينين مع فقدان الوزن، ما يشير إلى تطور اليرقان نتيجة تراكم البيليروبين في الدم. يبدأ اللون الأصفر غالبًا حول العينين ثم قد ينتشر إلى الجلد مع استمرار ارتفاع البيليروبين. قد يصبح البول داكنًا والبراز فاتح اللون، وهذا يعكس اضطرابات في عملية الهضم والاصفرار المرتبط بتباطؤ التمثيل الغذائي في الكبد، مما يسهم في التعب وفقدان الوزن المستمر.
الغثيان المستمر أو القيء قد يظهر عندما تتعطل وظيفة الكبد في تصفية السموم وتنظيم المغذيات، ما يجعل الجهاز الهضمي أكثر حساسية لتقلبات الأيض. قد يعاني بعض المرضى من شعور دائم بالغثيان أو قيء غير مرتبط بالطعام أو العدوى، وهذا يقلل من الرغبة في تناول الطعام. يؤدي ذلك إلى انخفاض المدخل من العناصر الغذائية وفقدان وزن إضافي وتدهور عام في الصحة، ويرافقه التعب الشديد وضعف القوة البدنية الذي يظهر مع فقدان الوزن المستمر.
