توضح دراسة مُراجَعة منشورة في مجلة علمية مختصة أن نحو 28% من النساء بين 25 و35 عامًا أبلغن عن أعراض مرتبطة بتغيرات مبكرة في وظيفة المبيض. وتلاحظ أن التقلبات الهرمونية قد تكون خفيفة لكنها مستمرة، وتصبح ملحوظة عندما تتغير الأنماط بشكل يصعب تجاهله. وهذا لا يعني بدء انقطاع الطمث، ولكنه يبرز حساسية الجسم للتغيرات المبكرة في نشاط المبيض.
أعراض مبكرة مرتبطة بالتغيرات الهرمونية
قد ترافق هذه التحولات تقلبات مزاجية حادة، وصداع، وتعب مفاجئ، وألم في الثدي، أو تغير في درجة حرارة الجسم خلال الليل. ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن هرمون الاستروجين يؤثر في تنظيم الحرارة والشهية والمزاج. وتدل المتابعة أن هذه التغيرات قد تستمر وتزداد تدريجيًا مع مرور الوقت حتى مع انتظام الدورة.
من بين العلامات المبكرة تباطؤ الإدراك وتشتت الانتباه لدى بعض النساء دون الثلاثين. يفسر ذلك بأن انخفاض مستويات الإستروجين يؤثر على المناطق الدماغية المسؤولة عن الذاكرة والتركيز، مما يجعل الدماغ يعمل بجهد أكبر للحفاظ على الوضوح. وبالتالي قد تجدين نفسك تعيدين قراءة الرسائل أو تغفلين المهام الصغيرة وتواجهين فوضى ذهنية تظهر في منتصف النهار.
النوم والتغيرات الإدراكية
أحد الأعراض المبكرة الأخرى هو اضطراب النوم، حيث قد تغفين سريعًا ثم تستيقظين خلال الليل وتواجهين صعوبة في العودة للنوم بعد الاستيقاظ. يمكن أن تتراكم هذه الاضطرابات على مدى أسابيع وتؤثر في طاقتك ومزاجك وإنتاجيتك. والهرمون الإستروجين يلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم درجة حرارة الجسم ودورات النوم.
تظهر التحولات العاطفية مبكرًا وبصورة خفية، فقد تشعرين بحساسية مفرطة أو قلق أو تعب بسبب مواقف لم تكن تزعجك من قبل. تشير الدراسات باستمرار إلى أن تغير نشاط الإستروجين يؤثر على السيروتونين وهو ما يحافظ على المزاج والاستجابة العاطفية. عندما يتأثر هذا التوازن تصبح الاستجابات العاطفية أكثر تفجّرًا أو صعوبة في التنظيم.
التغيرات الجسدية المبكرة
قد تظهر تغيّرات جسدية قبل الثلاثينات، مثل جفاف البشرة، وزيادة الانتفاخ، وتغيرات في الشهية، وجفاف المهبل، وإلحاح المثانة، أو ألم بسيط في المفاصل. تُظهر هذه العلامات تدريجيًا ولا ترافقها جميعها دائمًا، لكنها تشير إلى تأثير مبكر لتقلبات الهرمونات. وتبقى هذه التغيرات مرتبطة بنمط الحياة وتؤثر في الروتين اليومي حتى مع انتظام الدورة.
ماذا تفعلين إذا ظهرت الأعراض مبكرًا
إذا ظهرت أعراض مبكرة، ابدئي بمراقبة دورتك الشهرية ونومك ومزاجك لمدة شهرين على الأقل لتحديد الأنماط بدقة. وتعتبر استشارة الطبيب أمرًا بالغ الأهمية لأنه قد تتداخل هذه الأعراض مع مشكلات الغدة الدرقية أو نقص التغذية أو استجابة التوتر. كما يمكن دعم التوازن الهرموني بعادات نمط حياة صحية مثل ممارسة تمارين القوة، وتناول وجبات متوازنة تحتوي على أوميغا-3 وفيتامين د، والالتزام بروتين نوم ثابت، إضافة إلى الحد من الكافيين في المساء وتخفيف التوتر بممارسة التنفس.








