تكشف تقارير صحية حديثة أن سرطان المعدة من أكثر أنواع السرطان انتشارًا في العالم، إلا أنه من الأصعب اكتشافه مبكرًا بسبب تشابه أعراضه مع مشكلات الجهاز الهضمي الشائعة. وتبرز التحديات أن أعراضه قد تبدو بسيطة مثل الحرقة أو الانتفاخ، مما يجعل تفسيرها سهلاً في البداية. وتؤكد المصادر الطبية أن وجود إشارات خفية يجب ألا تُهمل، خصوصًا إذا تكررت الأعراض أو استمرت لفترة طويلة. ويهدف الحديث إلى عرض إشارات تحذيرية مبكرة قد تساعد في الوصول إلى تشخيص مبكر وفرصة علاج أعلى.
علامات تحذيرية مبكرة
الإشارة الأولى: الامتلاء المبكر
يلاحظ بعض المرضى شعورًا بالشبع بعد تناول كمية بسيطة من الطعام. يعود ذلك جزئيًا إلى وجود كتلة في بطانة المعدة تقلل مساحة الاستيعاب. يؤكد الأطباء أن هذا العرض قد يظهر مع أسباب أخرى مثل التوتر أو التهاب المعدة، لكن استمرار الشعور يستدعي فحصًا طبيًا. إذا ارتبط بفقدان وزن غير مبرر أو ألم بالبطن، فيجب زيارة الطبيب بشكل سريع.
الإشارة الثانية: الانتفاخ المستمر
يُلاحظ الانتفاخ المتكرر أو الضغط المستمر في البطن كإشارة مبكرة. يحذر الخبراء من أن هذا الاحتمال قد يعكس تصلّب جدار المعدة نتيجة نمو الخلايا السرطانية، مما يضعف قدرته على التمدد. يترافق مع الإحساس بالامتلاء والشعور بأن البطن يبدو أكبر من المعتاد. عند استمرار الانتفاخ أو تزايده، يُنصح بإجراء تقييم طبي لمعرفة السبب.
الإشارة الثالثة: الغثيان والقيء غير المبررين
الغثيان المتكرر والقيء بدون سبب واضح من العلامات المحتملة لوجود ورم في الجزء السفلي من المعدة. قد يعوق الورم مرور الطعام إلى الأمعاء، فيتسبب في غثيان مستمر وقيء متكرر، وأحيانًا قيء يحتوي على طعام لم يتم هضمه. كما قد يصاحبه إحساس بالحرقة أو ألم في منطقة المعدة. ينبغي فحص الحالة إذا تكررت الأعراض بشكل مستمر.
الإشارة الرابعة: البراز الداكن جدًا
يشير اللون الداكن للبراز إلى احتمال وجود نزيف داخلي في بطانة المعدة، وهو ما يتطلب الانتباه. يمكن أن ينتج النزيف عن قرحة أو التهابات، لكن وجود براز داكن لامع ورائحة قوية يستدعي التقييم الطبي. لا يعتبر تغير اللون عرضًا عابرًا عند تكراره، لذا يستدعي المتابعة الطبية عند وجوده من حين لآخر أو بشكل مستمر.
الإشارة الخامسة: اضطرابات هضمية مستمرة تشبه الأعراض الشائعة
تبدأ العديد من حالات سرطان المعدة بأعراض هضمية بسيطة مثل الحرقة وعسر الهضم وألم خفيف في المعدة وفقدان الشهية. مع مرور الوقت تتفاقم هذه الأعراض وتصبح أكثر ثقلًا وتقاوم العلاجات المنزلية. وتزداد الحاجة إلى تقييم طبي عند استمرار الأعراض أو تفاقمها خلال أسبوعين أو أكثر. يساعد التشخيص المبكر في تحسين فرص العلاج وفعاليته بشكل عام.
عند حدوث فقدان وزن غير مبرر، أو استمرار الألم أو الحموضة، أو وجود براز داكن جدًا، أو القيء المتكرر، أو فقدان الشهية، أو تعب مستمر دون سبب واضح، يجب مراجعة الطبيب فورًا. يكفل الكشف المبكر تعزيز فرص العلاج ونجاحه بشكل ملحوظ، لذلك من المهم عدم تجاهل هذه الإشارات وتلقي الرعاية الطبية عند استمرارها. تتيح الاستشارة المبكرة للطبيب تقييم الحالة وتحديد الخطة العلاجية الملائمة بناءً على النتائج السريرية والتقييمات اللازمة.








