رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

كيف أطلقت شريحة نيكسبيريا وأدت إلى اضطرابات بسلاسل إمداد السيارات

شارك

بدأت الأزمة عندما اتخذت الحكومة الهولندية خطوة بالسيطرة على مقر شركة نيكسسبريا في هولندا خوفًا من انتقال التقنية إلى المالك الصيني وينغ تك. أدى ذلك إلى وقف تصدير الشرائح الجاهزة المصنعة في مصنع دلتا نهر اللؤلؤ، وكشف أن الاعتماد على الصين في إنتاج حتى الشرائح الأساسية منخفضة التقنية ليس محصنًا. وأوضح التوقف أن الشرائح البسيطة يمكن أن تتحول إلى أداة ضغط جيوسياسي وتؤثر في إنتاج السيارات على مستوى العالم.

من مصنعها في دونجقوان تصدر نيكسسبريا ملايين الشرائح سنويًا إلى مصانع حول العالم. تعتمد الصناعة على مبدأ المخزون اللحظي، حيث لا يحتفظ المصنعون بمخزون طويل الأجل من الشرائح، وهذا يجعلها عرضة للصدمات المفاجئة. كما أدى توقف الشحنات إلى تعطيل الإنتاج، وطرح تساؤلات حول مدى استعداد شركات السيارات لمواجهة التوترات الجيوسياسية في المستقبل.

دروس من الأزمة

أوضح لي شينج، أستاذ العلاقات الدولية في معهد قوانجدونغ للاستراتيجيات الدولية، أن الاعتماد على الصين حتى في القطاعات المتوسطة والمنخفضة التقنية يجعل الشركات عرضة للضغط إذا رغبت الصين في ذلك. أشار تحليل الصناعة إلى أن استبدال هذه الشريحة ليس أمرًا بسيطًا، فغالبًا ما تكون ملتصقة بمكونات حساسة وتتطلب اختبارات دقيقة قبل اعتماد البديل. حتى الشركات التي بحثت عن موردين بديلين، مثل هلا الألمانية، قد تحتاج عامًا كاملًا لضمان مطابقة البدائل للمواصفات.

وقالت ألفريدو مونتوفار-هيلو من Ankura Consulting في بكين: “الجميع سيبدأ الحديث عن بناء المرونة وتنويع سلاسل التوريد، ثم سيدركون كم هي مكلفة ومعقدة هذه العملية”. وأضاف أن هذه المسألة لا تقتصر على الشرائح عالية التقنية بل تمتد أيضًا إلى المكونات العادية التي تسيطر عليها دول مثل الصين. وتؤكد الأزمة أن الاستعداد للمستقبل يتطلب استيعاب هذه الحقيقة وتطوير سلاسل توريد أكثر تنوعًا ومرونة.

مقالات ذات صلة